أصبحت الأيام متشابهة، نستيقظ ونحن نبحث في الأخبار عن تفاصيل الأرقام، ارقام المصابين وعدد الذين غدر بهم الفيروس فغادرونا. أدشن يومي، بمكالمات الاطمئنان المتفرقة بين الأحباب، أكانوا أهلًا أو أصدقاء، فلا تطورات ايجابية تذكر، فيبدو ان هناك الكثير من الوقت الذي علينا ان نقتله وعليه أن يقتلنا. هذا الامر يدفعك، لأن تبحت عن مكان تحرق فيه بعض السعرات الحرارية، والمشكل أن أفضل مكان يسمح بذلك هو الصالون، وربات المنازل المغربيات يفرضن حظر التجول حول هده المنطقة بالذات، لكن الظرفية القاهرة مشكورة سمحت لنا باستعمال الصالون لهدا الغرض، ولمدة لا تتجاوز الربع ساعة. وهنا كل التقدير لعصا مكنسة ساعدتني في تنسيق حركاتي، ولم تمنعني من أن أعض على شفتي اشتياقا لمشي طويل في هواء طلق رفقة أكسجين نقي وخيوط شمس دافئة. ولأن الأيام تشابهت علي، فأنا أعترف أني لم اعد اعرف توقيت اللحظات ولا أي يوم من أيام الله هو، فقدت الإحساس بالزمن لكني لم افقد الإحساس بالمكان، فجغرافيا المنزل هي هي بالزوايا والأركان وامتار الشقة لم تزد ولم تنقص أنا الذي صرت اعرفها جيدا بفضل الحجر الصحي وصرت قادرا على ان امشي فيها مغمض العينين. سيأتب إن شاء الله إذا كان في العمر بقية، يوم نحتفل فيه بانتصارنا على "كرونا"، لكني لن أنسى وقتها وأنا أنعيها، إذا كتب رب العالمين ذلك، أقول هذا وأنا اعرف انها ما زالت الحاكمة الآمرة الآن بإذنه تعالى وما زالت تشكل تهديدا لأب كان، وأنا أولهم لن أنسى أن أشكرها فقط، لأنها سمحت لي بالتعرف إلى الله أكثر، والتقرب منه أكثر وسمحت لي بأن أزيد في ربط أواصر الانتماء بعائلتي أكثر فأكثر، ولعلي لن أنسى شيئا مهما اعتبره أحسن وأجمل وألذ ما رأيته في حياتي، بخصوص شيء اسمه الانتماء والوفاء والاخلاص، فخلال الأسبوع الأول من الحجر الصحي أصبت بزكام لمدة تلاتة أيام، وكان شركائي بالمنزل متخوفون من إمكانية إصابتي بالفيروس، فما كان من إبني الصغير آخر العنقود، إلا أن ارتمى بين أحضاني، أنا المصاب بالزكام وهو يردد أريد أموت إلى جانبك. مع تحيات: محمد سهيل (إطار تقني وطني)