إعتبرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن إدخال تقنية الفيديو ال«ڤار» للبطولة الإحترافية، لتحقيق مزيد من العدالة في إدارة المباريات ومساعدة الحكام على تجاوز بعض الأخطاء التقديرية، إن كان قرارا شجاعا وغير مسبوق على مستوى القارة الإفريقية، فإنه يحتاج إلى تنزيل طبيعي، وهو ما يفرض التأكد من كل ظروف التطبيق الناجح لهذه التقنية، لذلك جاء قرار المكتب المديري للجامعة للملكية المغربية لكرة القدم خلال إجتماعه الأخير، بإرجاء الشروع الفعلي في تطبيق هذه التقنية لغاية شهر نونبر القادم وتحديدا خلال الدور نصف النهائي لكأس العرش، من باب تأمين التطبيق الناجح لهذه التقنية التي غيرت الشيء الكثير من تضاريس كرة القدم العالمية. وقال السيد جمال الكعواشي رئيس اللجنة المركزية للتحكيم وعضو المكتب المديري للجامعة ل«المنتخب» تعليقا على القرار: «إن كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد إتخذت هذا القرار الجريء الذي يشكل سابقة على مستوى القارة الإفريقية، فإنها تدرك التبعات وتدرك أيضا حتمية معالجة كل الإشكالات المرتبطة باستعمال تقنية الفار، لذلك إنخرطنا في مسلسل من الإجراءات، تعلقت أولا بدراسة الجدوى وبوضع خارطة طريق واضحة وعملية، وارتبطت ثانيا بالإمكانات المالية التي وجب رصدها لتتحقق الفائدة المرجوة من إستعمال هذه التقنية. بالطبع تعاقدنا في البداية مع شركة إسبانية متخصصة في هذه التكنولوجيا الحديثة «ميديا برو»، وهي بالمناسبة شركة مجربة وذات صيت عالمي في تركيب هذه التكنولوجيا وفي تأمين استعمالاتها بالطريقة المثلى، وموازاة مع ذلك إرتبطنا بشكل مباشر مع الجهاز التشريعي داخل الفيفا والذي يسهر على سن القوانين، ويدخل ضمن إختصاصاته إستعمال تقنية المساعدة بالفيديو «أنترناسيونال بورد»، وحصلنا منه على الموافقة، ومن تم باشرنا العمل بكل الخطوات الممهدة لتنزيل التقنية بمتابعة دقيقة من هذا المجلس». وأكد السيد الكعواشي على أن مجلس «أنترناسيونال بورد» حريص على أن تتوافر كل الوسائل اللوجيستية التي تؤمن الإستعمال الجيد للإستعانة بتقنية الڤيديو، ولكنه يشدد على ضرورة تأهيل العنصر البشري، يقول السيد الكعواشي: «بالطبع هناك حاجة لكي يتم تأهيل حكام الساحة والحكام المساعدين لاستعمال هذه التقنية، الأمر في غاية الدقة ويحتاج إلى دورات للتكوين وللرسكلة في الإتجاهين معا، اتجاه استعمال التكنولوجيا واتجاه التواصل مع الحكام المساعدين للتنسيق الجيد بهدف إتخاذ القرارات الصحيحة برغم أن حكم الساحة يبقى دائما هو صاحب القرار الأول والأخير. لقد عملنا ونعمل مع الشركة المختصة على تقديم دورات تكوينية لحكام النخبة وعددهم 23 حكما، و«مجلس بورد» كما تعرفون يحدد بدقة عدد ساعات التدريب وحجم المباريات التجريبية، لكي يصل الحكام لمستويات عالية في الإلمام بتقنية التواصل مع غرفة ال«ڤار»، وأعتقد أننا قطعنا مراحل في هذا المجال ونقترب من إكمال حلقات التكوين، إذ هناك نية لكي نخضع الحكام المساعدين لنفس التكوين». ويضع السيد جمال الكعواشي خارطة طريق واضحة للخطوات التي يجب اتباعها في تنزيل هذه التقنية التي تأمل الجامعة في أن تكون عنصرا مساعدا على الرفع من مستوى وجاذبية البطولة الوطنية: «بالطبع نعمل تدريجيا على وضع التقنية تحت الإختبار، وهناك مستويان في فعل التجريب، تجريب المعدات التي تم اقتناؤها بمعرفة من الشركة المتخصصة وتجريب إستعمال هذه التقنية، وأؤكد لكم أننا سنطبق تقنية الفار على عدد من مباريات البطولة الإحترافية على سبيل التجريب، ولكن من دون أن نلزم الحكام بأي شيء، بحيث سيكون تواصل الحكم تكنولوجيا مع غرفة ال«ڤار»، من دون أن يلزمه ذلك بإشهار هذا التواصل أو حتى تطبيقه على المباراة لأن ذلك لن يدخل في بروتوكولها، والهدف طبعا هو أن نأخذ ما يكفي من الوقت لنصل إلى المستوى الذي يمكن حكامنا من استعمال تقنية الإستعانة بالفيديو، الإستعمال الجيد، وقد قدرنا أن الإنطلاقة الفعلية لهذه التقنية ستكون خلال شهر نونبر القادم، تحديدا في مباراتي نصف نهائي كأس العرش».