تنطلق اليوم منافسات ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية، بمواجهة منتخب المغرب مع بنين، والسنغال مع أوغندا في مباراتين تحتضنهما القاهرة. وفي حال تمكن «أسود الأطلس» المغاربة و«أسود تيرانغا» السنغاليين، من عبور العتبة الأولى في الأدوار الإقصائية ، سيكون المشجعون على موعد مرتقب في ربع النهائي مع نهائي مبكر بين منتخبين يعدان من أبرز المرشحين لنيل لقب النسخة الثانية والثلاثين ، والذي سيكون الثاني في تاريخ المغرب والأول بعد 1976، واللقب الأول في تاريخ السنغال. وكان المغرب أحد أفضل المنتخبات إحصائياً في دور المجموعات، على رغم أنه خاض منافسات المجموعة الرابعة، التي ضمت كوت ديفوار وجنوب أفريقيا وناميبيا، والتي أكسبتها صعوبة مصطلح «مجموعة الموت». فريق المدرب الفرنسي هيرفي رونار هو أحد أربعة منتخبات لم تتلق شباكها أي هدف في الدور الأول، مع مصر والجزائروالكاميرون حاملة لقب النسخة الأخيرة في الغابون 2017. المنتخب المغربي، مع المنتخبين العربيين الآخرين أيضا، أنهى دور المجموعات بالعلامة الكاملة من ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات، ترافقت مع شباك نظيفة. حقق المنتخب انتصاراته بالنتيجة ذاتها، مكتفياً بتسجيل هدف في كل منها، واحتاج إلى اللحظات القاتلة لحسم مباراتي ناميبيا في الجولة الأولى، وجنوب أفريقيا في الثالثة الأخيرة، وبينهما أداء متمكن أمام كوت ديفوار الذي سبق لرونار أن قاده إلى لقب 2015، مضيفاً بذلك إلى سجله الشخصي في البطولة الذي افتتحه مع زامبيا في 2012. اللقاء الوحيد للمغرب ضد بنين في كأس الأمم يعود إلى الدور الأول لنسخة تونس 2004، حين اكتسح «أسود الأطلس» منافسيهم «السناجب»، الذين كانوا يشاركون في المسابقة القارية للمرة الأولى برباعية. تمكنت بنين بإشراف المدرب الفرنسي ميشيل دوسويي من عبور دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخها، متأهلة عن المجموعة السادسة التي ضمت الكاميرون وغانا وغينيا بيساو. وقال مدرب منتخب بنين بعد التعادل السلبي مع الكاميرون في الجولة الثالثة الأخيرة، والذي منح فريقه التأهل كأحد أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست: «كنا نحتاج إلى نقطة للعبور وبالطبع لم نقدم أفضل كرة قدم لدينا لكننا حصلنا على النتيجة، حاولنا أن نضيق المساحات ونتفادى السماح لهذا الفريق بالتقدم سريعاً نحو الهجوم». على الجانب الآخر، غاب النجم ساديو ماني عن الجولة الأولى مع منتخب بلاده السنغال بسبب الإيقاف، لكن لاعبي المدرب آليو سيسي خرجوا منتصرين على طانزانيا 2-صفر، في الجولة الثانية، سقط السنغاليون أمام الجزائر صفر-1، قبل أن يقدموا أداء متوقعاً من أفضل منتخب أفريقي تصنيفاً، بفوزهم العريض على كينيا في الجولة الثالثة الأخيرة بثلاثية نظيفة. اختير ماني أفضل لاعب في تلك المباراة، بعد تسجيله هدفين أحدهما من ضربة جزاء، علماً بأنه أضاع ضربة جزاء في الشوط الأول. قال النجم المتوج مع فريقه ليفربول بلقب عصبة أبطال أوروبا: «في ذهني أنا مرتاح جداً جداً، وأشعر أننا قادرون على الفوز باللقب». اكتسب ماني ثقة متجددة، بحسب مدربه سيسي، جراء تنفيذه ضربة الجزاء الثانية، وهي ثقة سيحملها معه إلى المباراة ضد أوغندا المتأهلة إلى هذا الدور بعد حلولها ثانية في المجموعة الأولى خلف مصر. وفي حديثه عن منافسه اليوم على ملعب القاهرة الدولي، أكبر الملاعب الستة المضيفة، قال سيسي إن هذا الفريق حافظ على ثقافته الإفريقية، هويته الإفريقية، يلعبون كأفارقة حقيقيين، ويجب احترامهم. خسرت أوغندا مباراتها الأخيرة أمام مصر صفر-2، لكنها تأهلت مدعومة بفوزها غير المتوقع على جمهورية الكونغو الديمقراطية بالنتيجة ذاتها، وتعادلها مع زيمبابوي 1-1. قال مدربها الفرنسي ميشال دوزابر بعد مباراة مصر: «أنا فخور جدا بلاعبي لأننا أظهرنا صورة جيدة جداً عن كرة القدم الأوغندية، هدفنا كان التأهل إلى الدور المقبل وحققنا هذا الهدف».