لفت المغربي أنور التوهامي الأنظار في الليغا الإسبانية، وبات رقما صعبا في معادلة بلد الوليد الذي يرأسه ظاهرة كرة القدم البرازيلي رونالدو، في الوقت الذي يواصل اللاعب الإجتهاد للحضور رفقة أسود الأطلس، وإقناع الناخب الوطني هيرفي رونار بإمكانياته لحمل قميص المنتخب المغربي الأول. أنور الذي إكتسب تجربة محترمة في إسبانيا واشتد عوده داخلها يخطط كي تكون المرحلة المقبلة، محطة يدخل فيها لعرين الأسود، وهو الذي يرتبط بصداقات مختلفة مع بعض لاعبي الفريق الوطني، الطامح لمنافستهم على مكان في التشكيلة قبل دخول نهائيات «كان» مصر. المنتخب: بداية مرحبا بك عبر «المنتخب»، وكسؤال كلاسيكي، كيف كانت بداياتك مع الكرة قبل حضورك مع بلد الوليد في الليغا الإسبانية؟ أنور التوهامي: وصلت لبلد الوليد وأنا صغير السن، داخل الفريق كان عندهم أنذاك حارس من سبتة، حيث كنت أقطن مع عائلتي، إستفسروه إن كان يعرف لاعبا موهوبا، فأدلهم علي لألحق مع والدي للخضوع لإختبار نجحت فيه لحسن حظي، إشتغلت جيدا رغم بعدي عن عائلتي الصغيرة التي تركتها في مدينة سبتة، ورغم أنني كنت لا ألتقيها إلا في العطلة، إلا أنني قدمت أفضل ما أتوفر عليه من أجل النجاح في مسيرتي الكروية، لأظهر قوة اللاعب المغربي. المنتخب: إستطعت الصعود للفريق الأول لبلد الوليد، ولفتت الأنظار داخله، ما هي الأهداف التي سطرتها مع الفريق الإسباني؟ أنور التوهامي: ما أريد تأكيده قبل كل شيء هو أن يحبني الناس داخل بلد الوليد، وأهدف لكي أكون عميدا للفريق مستقبلا، أحس بتقدير خاص من جميع مكونات النادي، وأنا إزددت وكبرت بإسبانيا، وأفتخر بأصولي المغربية، سيكون رائعا بالنسبة لي أن أقدم أفضل ما أتوفر عليه من إمكانيات للنجاح في واحدة من أبرز البطولات العالمية والتي لا تعترف إلا بالكبار، خاصة وأنني أريد تمثيل المنتخب المغربي الأول في المرحلة المقبلة بعدما بلغت حاليا 24 سنة، وأصبحت متشوقا أكثر للعب على المستوى الدولي. المنتخب: هل كان لك إتصال بالناخب الوطني رونار، أو بأحد مساعديه للإلتحاق بالمنتخب المغربي الأول؟ أنور توهامي: ما أريده في الفترة الحالية هو اللعب مع المنتخب المغربي وأصبح دوليا، سأواصل العمل بجدية داخل بلد الوليد، لغاية اليوم الذي أحصل فيه على دعوة الناخب الوطني، إرتباطي بالمغرب يجعلني أومن بإمكانياتي وقدرتي على حمل قميص الفريق الوطني، أنا أنتظر دعوة من رونار يوما ما. لم يكن لي أي اتصال برونار أو مساعديه، لكن كانت هناك إتصالات غير مباشرة مع أحد المسؤولين عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي طالبني بمواصلة العمل بجدية داخل الفريق حتى أصل لمستوى جيد أقنع به الطاقم التقني، خاصة وأن نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر على الأبواب. المنتخب: صحف كبيرة في إسبانيا، ك (ماركا وأس)، تحدثوا عنك وعن حضورك رفقة بلد الوليد، بعدما تجاوزت صعوبات كثيرة للحاق بالفريق الأول، كيف تتعامل مع ما يكتب عنك في الصحافة الإسبانية؟ أنور توهامي: سأكون كاذبا إن قلت أنني لا أهتم أبدا بما يكتب في الصحف عني، لكن أحاول التركيز كثيرا على عملي داخل بلد الوليد، لا أريد أن تكون الإشادة بمثابة فخ قد أقع فيه، ما يهمني أكثر هو مواصلة العمل والإشتغال في صمت لبلوغ مستويات عالية. لست من نوعية اللاعبين الذين يريدون حرق المراحل، وحتى مع بلوغي 24 سنة أواصل الحفاظ على كامل الهدوء، من أجل بلوغ الهدف الذي أشتغل عليه منذ مدة، ففي كرة القدم هناك صعوبات كثيرة يجهلها العديد من الناس، فبإمكان اللاعب أن يبلغ مستوى كبيرا ثم تنطفىء شمعته سريعا، لذلك أحرص جاهدا على الحفاظ على مستواي الحالي داخل الفريق الذي وجدت فيه رعاية خاصة، سواء من مسؤوليه أو جماهيره التي ساندتني كثيرا لأبلغ ما أنا عليه حاليا. المنتخب: ما هي الصعوبات التي واجهتك داخل بلد الوليد، والتي تتواصل معاناتها معك لحد الأن؟ أنور توهامي: هي نفس الصعوبات التي يواجهها أي لاعب خلال أي موسم، ضرورة الحفاظ على مكانته، كما يعلم الجميع داخل بلد الوليد هناك لاعبون مميزون، لذلك من الصعب على أي عنصر منا كيفما كانت قيمته، أن يتدرب مع المجموعة، ويضمن لعبه كأساسي مع نهاية الأسبوع، هذا صعب جدا. المنتخب: المركز الذي تلعب فيه داخل بلد الوليد، كوسط ميدان إرتدادي، يتواجد فيه لاعبون بتجربة كبيرة مع المنتخب المغربي الأول، أكيد يصعب على رونار التخلي عن أحدهم لإستدعائك؟ أنور توهامي: لا أخشى المنافسة في كرة القدم، الأفضلية دائما تبقى للأصلح، صحيح يتواجد لاعبون من المستوى العالي داخل المنتخب المغربي الأول، لكنني قادر على مساعدة المجموعة بالتجربة التي راكمتها في البطولة الإسبانية، لذلك فحتى عدم حضوري في الفترة الماضية، لم يحد من عزيمتي ولم يحبطني من أجل بلوغ المستوى الذي أريده وتحقيق الأحلام التي لطالما راودتني منذ الصغر، عندما كنت أتابع مباريات المنتخب المغربي برفقة عائلتي. المنتخب: قبيل نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، هل بإمكانك رفع أكبر تحدي لإقناع رونار بإمكانياتك، وإجباره على استدعائك؟ أنور توهامي: ما أعرفه لحد الآن، بأن رونار يتابع كافة المحترفين المغاربة في البطولات الأوروبية ،لذلك فالكرة ستكون في ملعبي من أجل الإجتهاد أكثر، حتى أكون من المرشحين للعب نهائيات كأس إفريقيا، بكل تأكيد الأمر لن يكون سهلا، لكن طموحي لن يموت أبدا، وسأواصل التفاؤل حتى أحمل يوما ما القميص الوطني. (يتبع)