تسحب الإثنين في مدينة نيون السويسرية قرعة الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث من المتوقع أن تمنحنا القرعة مواجهات قوية بين كبار القارة العجوز. اعتقدت فرق كبيرة مثل ريال مدريد الإسباني حامل اللقب وغريمه المحلي برشلونة مع نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، أو يوفنتوس الإيطالي ونجمه الجديد البرتغالي كريستيانو رونالدو، وبايرن ميونيخ الألماني مع هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وباريس سان جيرمان الفرنسي ونجمه البرازيلي نيمار، أن تصدرها لمجموعاتها في الدور الأول سيفتح الطريق أمامها لمهمة سهلة في ثمن النهائي. لكن فرق المستوى الثاني التي حلت وصيفة لها في مجموعاتها، تضم منافسين من الطراز الرفيع على غرار ليفربول وأتلتيكو مدريد الفائز الموسم الماضي بلقب مسابقة "يوروبا ليغ". ويحلم أتلتيكو بتعويض الخيبة التي عاشها عامي 2014 و2016 حين خسر النهائي بطريقة دراماتيكية أمام جاره اللدود ريال، لاسيما أن المباراة النهائية ستقام في الأول من حزيران/يونيو على ملعبه "واندا متروبوليتانو". ومن حسن حظ ريال وبرشلونة، أن القرعة تقضي بعدم مواجهة فريقين من نفس البلد في الدور الثاني من المسابقة القارية، أو بين فريقين لعبا معاً في دور المجموعات. ونتيجة ذلك، تبدو الفرضية الأقوى بالنسبة لعملاقي إسبانيا التواجه مع الثلاثي الإنكليزي ليفربول ومانشستر يونايتد وتوتنهام التي حلت ثانية في مجموعاتها إلى جانب أياكس الهولندي وروما الإيطالي وليون الفرنسي وشالكه الألماني. إعادة لنهائي 2018؟ وفي حال أوقعت القرعة ريال مع ليفربول، ستكون "القارة العجوز" على موعد مع مواجهة ثأرية حامية بين الفريقين، لاسيما بين المصري محمد صلاح وقائد النادي الملكي سيرخيو راموس. وكان ريال حينها بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي قاده إلى لقب ثالث على التوالي بالفوز على "الحمر" 3-1 في المباراة النهائية التي شهدت خروج صلاح بعد تدخل مثير للجدل من راموس، ما تسبب باصابة المصري في كتفه. وتغير ريال كثيراً بعد تلك المباراة، إذ استقال زيدان من منصبه واستبدل أولا بجولن لوبيتيغي ثم بالأرجنتيني سانتياغو سولاري، كما خسر النادي الملكي جهود نجمه المطلق البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي انتقل الصيف المنصرم للدفاع عن ألوان يوفنتوس الإيطالي. ولن يكون بإمكان بايرن ميونيخ ويوفنتوس أيضاً تجنب أتلتيكو أو ليفربول، ما يمهد لمواجهة نارية منذ الدور ثمن النهائي. ومن المؤكد أن القرعة الأفضل بالنسبة لأبطال المجموعات، هو الوقوع بمواجهة شالكه، أياكس، روما، أو حتى مانشستر يونايتد الذي يقدم أداء متأرجحاً جداً بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو ويفتقد لاعبوه إلى الثقة بالنفس على غرار النجم الفرنسي بول بوغبا أو الهداف البلجيكي روميلو لوكاكو. وخلافاً ليونايتد، يبدو توتنهام، وعلى الرغم من خبرته المتواضعة إلى حد ما في المسابقة القارية، خصماً صعباً جداً في ظل المستوى الذي يقدمه هذا الموسم رجال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. وسيكون أياكس الذي عاد ليلعب دوراً يذكر بأيام المجد وألقابه الأربعة في المسابقة القارية الأم، تحت المجهر لمعرفة إذا كان بإمكان جيله الجديد من اللاعبين الواعدين، مثل ماتييس دي ليخت (19 عاماً) وفرانكي دي يونغ (21)، التعامل مع الضغط في مواجهة فرق متمرسة مثل برشلونة، مانشستر سيتي، أو سان جيرمان... ويبدو بورتو البرتغالي بطل 1987 و2004، أو حتى بوروسيا دورتموند الألماني بطل 1997، الخيار الأمثل لشبان أياكس من أجل محاولة مواصلة المغامرة في المسابقة القارية التي عاد للمشاركة فيها للمرة الأولى (دور المجموعات) منذ موسم 2014-2015، علماً بأن المرة الأخيرة التي تأهل فيها إلى ثمن النهائي تعود إلى موسم 2005-2006. وتقام مباريات الذهاب في 12 و13، و19 و20 شباط/فبراير، والإياب في 5 و6، و12 و13 اذار/مارس. فرق المستوى الأول: برشلونة، ريال مدريد، مانشستر سيتي، بوروسيا دورتموند، بورتو، باريس سان جيرمان، بايرن ميونيخ، يوفنتوس. فرق المستوى الثاني: أتلتيكو مدريد، شالكه، روما، توتنهام، ليفربول، أياكس أمستردام، مانشستر يونايتد، ليون.