بطولة الليغا مكرر أكيد أننا سنعيش نفس سيناريو الموسم الماضي ضمن البطولة الإسبانية بعد هذا الذي شاهدناه مع انصرام دورات الليغا، نفس صورة الإكتساح والتسيد واستعراض العضلات والهيمنة وغيرها من المصطلحات التي تحمل في طياتها معاني «الحكرة» التي يشنها برشلونة وريال مدريد على خصوم البطولة الإسبانية سنتابعها هذا الموسم من دون شك، بعد أن أظهرت البداية عزم الفريقين معا لعب نفس دور الإكتساح ، ذلك أن السرعة التي يجري بها قطبا الكرة الإسبانية يؤكدان أنه لا أحد من المنافسين له الأسلحة لوقف هذه السرعة نحو شط اللقب.. السباق الذي يميز الفريقين منذ انطلاق البطولة يجسد أن هناك فرقا كبيرا بين خندق البارصا والريال وخندق باقي الأندية، حيث يحصدان الأخضر واليابس ويسقطان الخصوم دون هوادة ولا رحمة وبحصص لا تقبل الجدل، ما يؤكد أن الهوة التقنية قد زادت في الإتساع، وهنا سيتأكد أن الإمكانيات المادية التي يغرق فيها الناديان قد ساهمت في خلق هذه الهوة الكبيرة، إمكانيات على المستوى المادي وأيضا البشري جعلا السباق المحموم على اللقب يبقى ثنائيا، لذلك سننتظر مجددا وعلى غرار الموسم الماضي مباراة الكلاسيكو للحسم في أمر الفريق البطل، وكأني ببطولة الليغا أصبحت تلعب على مبارتين من الذهاب والإياب بين برشلونة وريال مدريد من أجل تحديد الفريق البطل، فعلى ضوء نتائجهما يمكننا أن نحدد هوية الفريق الذي سيصعد لمنصة التتويج، وهنا سنطرح السؤال إن كانت الليغا قد فقدت بريقها وإثارتها؟ وإن كان هذا الإكتساح للريال وبرشلونة في صالح بطولة إسبانية كان مشهود لها بالإثارة والتشويق. والواقع أنه لم يعد من حديث الجمهور أو وسائل الإعلام والمحللين والتقنيين وكل شغوف بالبطولة الإسبانية يعنيه أي شيء غير برشلونة وريال مدريد.. والكلام على الليغا يحيل للكلام على الفريقين، وكأني بباقي الفرق لم يعد لديها وجود في خارطة الكرة الإسبانية لفرط الإهتمام الكبير بمسار الفريقين، لم يعد من اهتمام لفالنسيا وأتليتيكو مدريد ولفياريال ولاكورونيا، مثل هذه الأندية ذابت مع هيمنة البارصا والريال، ووجدت نفسها في دائرة منافسة غير متساوية وأجبرتها على الإستسلام للعب دور الكومبارس ومراقبة ما يجري بين فريقين أشهرا سلاح المنافسة على اللقب بلا حدود. ليس هناك من دواء لداء البارصا والريال، ولا لحل لتخليص باقي الأندية من هذا الداء الذي يعتبره الكثير من المحللين أنه نقمة على البطولة، حيث فضلت الليغا أن تعمل بمبدأ عدم التكافؤ.. الإهتمام بمباريات برشلونة وريال مدريد يجعل التكهن بكم الحصة التي سينتصر بها هذا الفريق أو ذاك، وفي ذلك إشارة على أن المفاجآت خاصمت الليغا ولم يعد لها مكان في قاموسها، رغم أنها جزء من الإثارة وملح البطولات، فعندما يخسر المتصدر فهذا يفتح الباب على مصراعيه لترقب الأسبوع المقبل، لكن أن يفوز المتصدر في عشرة أو 11 أو 12 مباراة متتالية فهذا يفتح المجال لتسرب الملل لدى المتتبع. هنا سنقول أن داخل بطولة الليغا بطولتين مصغرتين، الأولى تجمع برشلونة وريال مدريد، يصلح عليها وصفها ب «في أي بي»، المنافسة فيها غالية والإمكانيات تقدر بالملايير واللاعبون عبارة عن نجوم ونيازيك ومجرات يزنون ذهبا.. فيما البطولة الثانية فهي تشمل أندية فقدت الأمل في المنافسة على اللقب ووضعت أسلحتها مبكرا وأجبرت على اللعب في الظل، لذلك تستحق أن تحمل بطولتها صفة مكرر، لأنها أرغمت على الخروج من المنافسة علىاللقب، ولم يعد يعنيها لأنها باتت مكرهة على ذلك، فقط المنافسة أصبحت برصاوية وريالية بالتخصص.