كيف يهيء العسكر الكمين للنسر الأخضر؟ عودة قديوي، لمناصفي والشادلي والمصالحة بين المتخاصمين إستغل فريق الجيش الملكي خلوده للراحة نهاية الأسبوع المنصرم بوازع التزام الرجاء البيضاوي خصمه القادم بمواجهة حارقة في الديربي الذي استقر على موعد السبت الفائت، من أجل ترميم صفوف زيادة لحمة المجموعة والتعبئة القصوى التي لخصها استعادة لاعبين وازنين ومؤثرين لصفوفه والهدف هو الحضور في لقاء القمة الهام جدا ضد الرجاء بعد غد الأربعاء في مواجهة تعد بأشياء كثيرة ويراهن عليها العساكر كانطلاقة حقيقية على درب استرجاع البريق الذي خفت بتوالي النتائج السلبية..
مديح و العصا السحرية لم يكن التعادل المنجز بالعيون ضد شباب المسيرة بالنتيجة الهلامية ولا الكبيرة التي أكدت أن الفريق العسكري استعاد عافيته وتوازنه بعد بداية مرتعشة ومتثائبة على غير العادة، لكن الأداء المختلف نسبيا عن المرحلة السابقة والإيقاع الذي عاد للإرتفاع بعد ركود امتد لدورات وكانت خاتمته السيئة الإقصاء من نصف نهاية كأس شمال إفريقيا ضد النصر الليبي. هو من جعل التفاؤل يعود لمعسكر الفريق العسكري وكذلك الأنصار الذين تنقلوا لملعب الشيخ الأغضف وعادوا بقناعات مفادها القدرة على صياغة حلم جميل ثان مع عودة مديح الذي بدا وكأنه يتوفر على العصا السحرية التي كانت كافية بأن تعيد الأجواء القديمة الصافية وتزيل الغمامة التي خيمت على سماء المركز الرياضي العسكري لفترة وساهمت في زيادة درجة التشنجات والإحتقان داخل المحيط، بشكل ضاعف من وتيرة الصراعات الهامشية بين اللاعبين فيما بينهم وبين الجهاز المساعد وكافة المتداخلين في معادلة إسمها الفريق.. مديح بالكاريزما والهدوء الذي يميز تعامله، بالإنطباع الجيد الذي خلفه قبل أن يطير للدوحة استطاع بضغطة زر واحدة أن يغير كل شيء رأسا على عقب ويحدث ثورة المصالحة المرجوة كما جسدها ما حصل بين مديحي وفلاح اللذان عاشا القطيعة منذ مدة طويلة جدا.. قديوي والمناصفي ينهيان الإضراب كما أشارت «المنتخب» في متابعاتها السابقة وهي تتعقب فصول إقدام أكثر من لاعب أوشك عقده على نهايته، بأن قديوي والمناصفي وهما يرسخان لأسلوب وثقافة جديدة من خلال مراسلتهما لإدارة الفريق وإخبارها برغبتهما في الرحيل وعدم التجديد ما لم تحترم مطالبهما والشروط التي ينويان فرضها، فقد كانت سباقة أيضا للتأكيد على عودتهما الوشيكة بعودة مديح لتدريب الفريق العسكري وهو ما حدث بالفعل من خلال تواجدهما بداية من يوم الأربعاء المنصرم بالمركز الرياضي العسكري ومباشرتهما للتداريب رفقة الفريق إستعدادا لخوض المواجهة الحاسمة ضد الرجاء والتي تعتبر مفصلية وهامة في سياق استرداد مؤشر الثقة المفقود منذ مدة.. مديح كان له دور كبير في إرساء معالم الوضع الجديد من خلال العلاقة الجيدة التي نسجها مع أغلبهم في الفترة السابقة التي قادهم خلاله «للدوبلي» الشهير.. سيما المناصفي الذي توج هداف للبطولة معه.. غير أن مقاييس وشروط هذه العودة ما طرح الكثير من علامات الإستفهام، هل هي عودة نهائية لإتمام ما تبقى من موسم كروي ما يزال طويلا؟ أم هي عودة لإجراء لقاء فاصل وبعدها العودة لإجترار نفس أسطوانة الخلافات المعروفة؟ وإذا كانت مشاركة قديوي ضد الرجاء مؤكدة بعدما واظب على التمارين رفقة الفريق الجديدي، فإن زميله المناصفي الذي عاد للركض في أفق استعادة لياقته البدنية لم تتأكد مشاركته في لقاء القمة. دواعي عودة الشادلي أمام استحالة إدماج خالد العسكري في مرمى الفريق لأوامر صادرة من إدارة الفريق على ضوء المخاوف من تكرار حركة أخرى قد لا تضر بالفريق بقدر ما تكون لها انعكاسات سلبية على مسار الحارس الذي ما يزال كل المستقبل أمامه بحسب إفادة مسؤول من داخل الفريق العسكري، ونظرا للحاجة لحارس إضافي مع حمزة حيمودي الذي قبض على الرسمية منذ مدة فاقت شهرين تقريبا، كانت عودة مصطفى الشادلي لصفوف الجيش الملكي بعد فترة غاب خلالها عن التداريب بعد خلافات عميقة جدا مع عزيز العامري.. عودوة الشادلي تزامنت في مصادفة غريبة جدا مع لقاء ضد فريقه السابق الرجاء البيضاوي والمصادفة الثانية هي أنه ترك الرجاء ذات يوم عبر بوابة مباراة جمعته بالجيش الملكي تحديدا وخسرها النسور بهدفين نظيفين.. مصطفى الشادلي هو ثالث لاعب بعد قديوي والمناصفي، ينهي حالة الخصام مع المحيط ويلتحق بالمجموعة وبالتالي سيكون حاضرا ضد الرجاء كما هو مؤكد إن لم يكن من منطلق الترسيم بين الإطارات الثلاث فسيكون احتياطيا لحمدودي الذي كان الفضل لعزيز العامري في منحه الفرصة للظهور أساسيا. اكتمال الصفوف بتعبئة قصوى راهن المدرب مصطفى مديح على ست نقاط من أولى مواجهتين له في البطولة في أفق استرداد الثقة لصفوف اللاعبين قبل المراهنة على ما هو أهم وهو المنافسة الجادة على لقب البطولة سيما وأن الفارق المرسوم عن المتصدر يترك كل شيء واردا وملعوبا لغاية نهاية الموسم الكروي، وبما أنه ضاعت نقطتين خلال المباراة الأولى ضد شباب المسيرة في وقت كان الفريق العسكري متمكنا من زمام الأمور، فإن التوجه المرسوم الأسبوع المقبل هو القبض على النسور الخضر في كمين العسكر من خلال الأجواء السائدة والمسيطرة والتي غابت عن معسكر «الفار» منذ مدة طويلة. بصفوف مكتملة وبعودة القطع الأساسية المضربة ومن خلال الإنضباط المطلق والتام لتوجيهات المدرب مديح، وأيضا للنظام الذي فرضه الأخير بحصص مسترسلة لتجاوز النقص الحاصل في المنسوب اللياقي لبعض اللاعبين، وختاما بالحوافز الموضوعة أمامهم لفوز على الرجاء تحديدا قبل مناقشة لقاء الديربي يوم الأحد القادم ضد الفتح الرباطي في مباراة كبيرة هي الأخرى. وبعودة بعض المصابين مثل شهاب وبندريس ثم وضع الثقة في عناصر الخبرة من طينة السراج، عاش الفريق العسكري أسبوعه وهو يضع اللقاء الكبير أمام الرجاء كمحطة للإنطلاقة الحقيقية وأيضا للمصالحة بفوز صريح على واحد من أقطاب البطولة وليس حائطا صغيرا مثل (قصبة تادلة وشباب الحسيمة) الوافدين الجديدين اللذان هزمهما الجيش فقط هذا الموسم. محطة الديربي فرصة لقراءة الخصم هل سيكون امتيازا للفريق العسكري أنه خلد للراحة وبالتالي أتيحت الفرصة كاملة أمام المدرب مصطفى مديح لترتيب أوراقه جيدا قبل لقاء القمة المقبل؟ أم أن التزام الرجاء البيضاوي بمباراة كبيرة بكل المقاييس ضد الوداد في الديربي الموعود كان عاملا حاسما لزيادة التنافسية عند الخصم وبالتالي المحافظة على الإيقاع قبل لقاء الفار؟ هذه القراءة من سيجيب عليها تحديدا هي دقائق المباراة بين مدربين يعرفان بعضهما البعض كثيرا ولا يريد كل واحد منهما أن يخسر أمام الآخر وبأي طريقة.. وبغض النظر عن مخلفات الديربي المعنوية وأيضا تلك المرتبطة بجاهزية البعض من عدمه بحسب قراءة محمد فاخر للفصول القادمة، فإن مديح الذي يراهن تقريبا على نفس المجموعة التي حقق معها لقبين /