مْرْحْبا بغيرتس إنتهى مخاض الإنتظار الطويل للمدرب الجديد إريك غيرتس رغم أن الجامعة أخطأت تقدير العطالة التي اجتازها المنتخب المغربي طيلة سبعة أشهر، ودخوله المنافسات الإفريقية بدون مدرب رسمي في سابقة فريدة من نوعها وبنتائج كانت ستحاسب عليها فيما لو خسر الفريق الوطني بتانزانيا، ولما كان اعتقادها أن منتخب اليوم لا يعنيها في الإقصائيات المؤدية لكأس إفريقيا 2012 بقدر ما كان يعنيها قدوم إريك غيرتس لبناء فريق وطني حتى ولو لم يتأهل إلى ذات الكأس مقابل أن يصل به إلى نهائيات كأس العالم 2014 بحسب تعاقده مع الجامعة لأربع سنوات.. إلا أن الفوز المعنوي للأسود بتانزانيا سيؤشر لبداية عهد جديد مع النتائج المفروض أن تكون مطبوعة بمتغيرات سيكولوجية وتواصلية مع المدرب، أولا لدراسة محيط الفريق بلغاته وثانيا في توحيد التناغم العام للفريق، وثالثا في اختيار الآليات البشرية المزمع تزويدها قريبا لتوسيع القاعدة الكبرى دون النظر في الأعمار، ولكن بكاريزمية الجاهزية والتنافسية التي يراها غيرتس من أولوية البناء الحقيقي للمنتخب المتكامل، ورابعا في تغيير العقلية السائدة في ذات المحيط غير المسيج والمحصن من دخلاء المشوشين على أداء المحترفين. والفوز على تانزانيا سيضع غيرتس أصلا في ميزان الإجتهاد الجدي لتقوية المنتخب الوطني بعد خمسة أشهر من النزال المرتقب أمام الجزائر كمحطة حقيقية لمعالجة كل الأمور الباطنية التي عانى منها المنتخب الوطني خلال السنين الماضية إلى جانب تقارير زميله كوبيرلي خلال توليه منصب القيادة المؤقتة منذ المباراة الودية أمام غينيا الإستوائية وتلاه بعد ذلك لقاءان آخران أمام كل من إفريقيا الوسطى وتانزانيا. وسيكون على غيرتس أن يقرأ جيدا قيادته لمنتخب المغرب كأول خطو له في مشواره الفني على خلاف الأندية الأوروبية والعربية التي دربها في سياق مختلف بين المداومة اليومية مع الأندية، ويدرب المنتخب على نحو مختلف من الإنتظارات والمتابعات للمحترفين قبل تجميعهم في معسكر قصير والحضور معهم في اللقاءات الرسمية بأسئلة كبيرة في غياب ما يمكنه أن يكون ضرورة إضافية لعمل الرجل داخل الأندية المغربية لاختيار الوجوه الملائمة للمنتخب بهدف توسيع القاعدة أيضا. ولا نعرف مقاييس ما سيعتمده غيرتس في رؤاه الفنية لبطولة المغرب بخلق فريق وطني ثاني أورديف يفترض فيه أن يكون الوجه الثاني لمعادلات التغيير الحقيقي لبعض المواقع الحساسة بالمنتخب الأول إلا من خلال برنامج العمل الذي سيطرحه كفني باستراتيجية متابعة المحترفين كنواة حقيقية، ومتابعة البطولة بالوجوه التي يراها هو أقدر على مقارعة المحترفين في الأدوار التي يشكو منها المنتخب، وكما قلت في أكثر من مرة أن الدفاع ظل مشكلة كبرى إلى جانب الوسط المقنع بارتداده وصانعي ألعابه أمام حضور خط هجومي وافر بالكفاءات، وما دام غيرتس كان لاعبا بالأمس وكمدافع في الأظهرة اليسرى واليمنى، فعليه أن يحصن نفسه بالدفاع الإسمنتي أولا قبل أن يسير في ذات الإتجاه نحو خط الوسط وخط الهجوم دون أن ننسى قدرة الرجل في اختيار حراس المغرب القادمين، وهذه الإشكالات العصيبة التي بدأت تنفرج بتوحد ثنائىة بنعطية والقنطاري وبحضور بصير والسليماني في الأظهرة بدون خلف يذكر، هي التي يجب أن تحظى بالأولوية في أفق الأشهر القادمة مثلما تحدد ذلك في أسماء محترمة ستقول كلمتها في هذا الصدد أمثال نعيم أعراب وعبد الحميد الكوثري كجيل صاعد في خط الدفاع الأوسط وحتى الجهة اليسرى دون إيجاد رجال الإختصاص على مستوى الأظهرة.. وهذه التوليفة الدفاعية لا يمكن أن تكون حاضرة بدون رئة وسط فعال يلامس الطراوة الكبرى لخط هجوم حاضر بالوفرة العددية.. وربما يرى غيرتس أن هذه الخصائص هي التي أثرت على الفريق الوطني، وسيعالجها وفق ما نراه نحن أليق لتكامل الفريق الوطني مع اجتهاد الرجل.. ونتمنى أن يحرص على هذه الأمور الفنية لوحدة وتكامل المنتخب حتى يعيد أمجاد الكرة المغربية بلون واحد لا يراد منه الحديث عن كون هذا لاعب محترف وآخر محلي. أتمنى صادقا أن ينجح غيرتس كناخب جديد بكاريزمية العين الصادقة لتكوين منتخب كبير هو موجود فعلا كما كنت أقول دائما ولا يلزمه إلا مدرب صارم لتغطية عجز السابقين.