كون قاري وكولني عندما جرى تطبيق قانون تجريم العبودية في موريتانيا انتفض النخاسون أي المتاجرون في العبيد ضد هذا القانون الذي حرمهم من امتيازات كانت تجعلهم أسيادا على نوع من البشر، وانكشف جهل العبيد بإنسانيتهم طيلة قرون لم يمتلكوا فيها أبسط الحقوق التي وهبتها الشرائع الإلهية لهم وكرستها القوانين الوضعية.. نفس الحالة يعيشها المغرب هذه الأيام. لقد كان الجميع يعلم أن ظاهرة الاستغلال البشع للاعبين الفقراء متفشية داخل البطولات الوطنية لكرة القدم، حيت باينة اللعابة غادين وكيدخلو ليهم الحناك، والمسيرين غادين وكتنفخ ليهم القرْفادة، ولذلك بدا أن قانون اللاعب سيضع تطبيقه نقطة نهاية لعقود طويلة من الظلم، غير أن واضعيه لم يتصوروا أن يفتح صفحة جديدة من قضايا النصب والاحتيال التي ستجر الجميع إلى المحاكم، حيث يتهم بعض اللاعبين رؤساء فرقهم بالنصب عليهم وتزوير عقودهم، ويصر هؤلاء الرؤساء على اتهام هؤلاء اللاعبين بالهروب من بيت الطاعة، خاص القاضي هو اللي يحكم دابا.. يا الرؤساء نصابة، يا اللاعبين كذابة. حاشا واش الرؤساء يكونوا نصابة. إذن اللاعبين اللي كذابة. لا.. اللاعبين غير ما عارفينش.. وفي الكرة عندنا: كون قاري وكولني. لا أدري لماذا يحمل «قانون اللاعب»اسم اللاعب، واللاعبون آخر من يعلم بتفاصيله، لم تكلف الجامعة نفسها تبسيط مقتضيات هذا القانون لمن يهمهم الأمر، ولم تبذل أي جهة بعض الجهود لتخصيص ساعات يتم فيها إطلاع اللاعبين على فصول قانون يحدد حقوقهم وواجباتهم ويحميهم من كل استغلال.. طبعا لا ننتظر من رؤساء الفرق أن يفعلوا ذلك، لأنهم سيكونون أول المتضررين من وعي اللاعبين بحقوقهم، لأن وجود لاعبين متمدرسين متعلمين يهدد امتيازات الرؤساء حاضرا، ويهدد مناصبهم مستقبلا، ولهذا نجد أغلب اللاعبين المغاربة قد غادروا مقاعد الدراسة مبكرا من أجل الجلدة. ولعل مسؤولي الفرق أنفسَهم يتحملون القسط الوافر من مسؤولية ذلك، فما إن يُظْهِر َلاعبٌ من الفئات الصغرى مواهبَ مُلفتة، حتى يقترب منه الرئيس: شحال أولدي كتجيب في المعدل؟ كَنْجي أنا اللَّوّل، جَبْت العام اللي فات 8.66. فيضرب الرئيس جبهته بيده متحسرا: خْسارة، كنتِ غادي تْولّي بحال ميسّي، ولكن انتَ هاد العام مشغول بالقراية. عندها تمتلئ عينا اللاعب الصغير بالدموع، ويبركم: شكون قال ليك أنا باغي نْكمّل قرايتي؟ وهكذا، لا يمكن للطفل أو اليافع أن يطيع معلما سيضربه إن نسي إنجاز التمارين، ويعصى رئيسا سيمنحه الشهرة والمجد إن لعب الكرة. فدائما ما تكون مواعيد التداريب والمباريات متزامنة مع حصص الدراسة وفترات الامتحانات، مما يعني غيابات متكررة ورسوب متوقع، والنتيجة هي مغادرة للمدرسة آجلا أم عاجلا. فإذا كان يهمنا فعلا أن نخلق مناخا احترافيا في السنوات القادمة، وأن تتغير أوضاع كرتنا على مستوى التسيير بعد عشرين عاما على الأقل، فعلينا أن نخلق جيلا جديدا من رياضيين متعلمين، وعلى مسؤولي الفرق أن يُبْدوا حسنَ نواياهم. وأولى الخطوات: حماية اللاعبين الصغار من مغادرة الدراسة باكرا، وذلك بترغيبهم في العلم والمعرفة... ويمكن تحقيق ذلك إن أردنا.. خاص ملي يكونوا اللعابة صغار في الفئات الصغرى نشوفو النتائج ديالهم.. واللي ما عندوش المعدل في المدرسة ما يلعبش الكرة في التيران. دابا إيلا قراو الدراري ما يقدر حتى مسير يجي يضحك عليهم اليوم ويضحك علينا حنا غدّا. ويلا ما بغاوش هاد الكوايرية يقراو؟ بزز منهم.. غادي نفرضو عليهم يبقاو يلعبوا في الجنيور حتى يشدوا الباك.. واللي ماعندوش الباك ما عمرو يطلع للصِّنْيور. على هاد الحساب، مُحال شي فرقة غادا تكمل حْضاشْ لاعب بالتمام والكمال. نافذة اللي ماعندوش الباك ما عمرو يطلع للصِّنْيور منير باهي