كنت دائما أتساءل عن تراث النساء الحديثي، غير ما هو مبثوث في دواوين السنة، وكتب التراجم وغيرها، إلى أن يسر الله الوقوف على بعض ما نسب لهن؛ منه المطبوع، والمخطوط، ومنه ما نأمل أن يتم الكشف عنه في مستقبل الأيام بحول الله تعالى. فمما وقفت عليه من هذا التراث: • جزء بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية (ت477ه) عن أبي شريح عن شيوخه، وهو مطبوع بتحقيق وتخريج عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، طبعته دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، سنة 1406ه. وهذا الجزء الحديثي من مرويات التجيبي عن شيوخه، فقد أورده في برنامجه فقال: "جزء عال فيه حديث الشيخة الثقة أم عزي وأم الفضل، كنيتي بيبى ابنة عبد الصمد الهرثمية رحمها الله. قرأت جميعه بقاهرة مصر على الشيخ الفقيه العلامة النحوي اللغوي الأديب الفاضل الكامل الفقيه زين المقرئين، بهاء الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي عبد الله محمد بن النحاس الحلي، مستوطن القاهرة، رحمه الله تعالى، وصح ذلك وثبت بمنزله منها، بحق سماعه لجميعه على أبي المنجى عبد الله ابن عمر بن علي بن عمر بن زيد بن عمر ابن أبي البركات التيمي البغدادي الحريمي، المعروف بابن اللتي، بحق سماعه على أبي الوقت عبد الأول السجزي الصوفي، بحق سماعه منها، رحمهم الله أجمعين. وسمعت أيضا طائفة من هذا الجزء، وذلك أزيد من عشرين حديثا من حديث مالك الإمام رحمه الله تعالى على الشيخ.. أبي العباس أحمد بن يوسف.. السلمي.. ثم الدمشقي..، وأجازنا سائره هو وتقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن.. الحنبلي المقدسي، وناصر الدين أبو سليمان داود بن حمزة.. المقدسي"[1]. • مشيخة شهدة بنت أحمد الإبري (ت 579ه)، قال الذهبي في سيره: "ولها مشيخة سمعناها"[2]؛ • مشيخة عجيبة الباقدارية (ت647ه)، قال الذهبي: "خرجوا لها مشيخة في عشرة أجزاء"[3]؛ • سبعيات وثمانيات مؤنسة خاتون بنت الملك العدل أبي بكر الأيوبي(ت693ه) عن شيوخها بالإجازة، خرجها لها أبو العباس أحمد بن الظاهري، وحدّثَت بها سنة اثنتين وتسعين وستمائة، في شهر رمضان بالقاهرة بمنزلها بقصر الزمرد، ذكر ذلك صاحب ذيل التقييد[4]؛ • موافقات زينب الكمالية (ت740ه)، تخريج الحافظ القاسم بن محمد البرزالي، وهي من مرويات الروداني في الصلة[5]؛ • مسند أمة الله مريم بنت عبد الرحمن الحنبلية (ت758ه)، جزء من 24 رواية، حققه وعلق عليه مجدي السيد إبراهيم، مكتبة دار القرآن، بولاق، القاهرة؛ قال محققه: "وصلنا المخطوط برواية أبي عبد الله محمد بن غالي الدمياطي عنها، وسمعها الشيخ شمس الدين السنباطي، وغيره، ويره في مدرسة الصالحية بالقاهرة، وسند المخطوط متصل إلى مصنفته، وكتب الناسخ من عنده على الورقة الأولى "جزء من 24" رواية أمة الله بنت عبد الرحمن الحنبلية، وبالتأكيد أن تلك الأجزاء في مجموعها سوف تمثل لنا "مسند أمة الله" الذي لم نعثر على باقي أجزائه بعد"[6]؛ • ولها كذلك معجم خرجه لها شهاب الدين ابن حجر، قال محقق مسندها عنه: "وهو مخطوط يسر الله لنا تحقيقه"[7]؛ • أربعون حديثا عن أربعين شيخا، خرجها السخاوي لأنس خاتون زوجة ابن حجر (ت867ه)؛ قال السخاوي:".. حَدّثَت بحضور شيخنا، قرأ عليها الفضلاء،.. وقد خرجت لها(أربعين حديثا عن أربعين شيخا)، قرأتها عليها بحضوره أيضا.."[8]؛ • كتاب"القبور والمحتضرين" لأمة الرحمن بنت أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي، قال ابن الزبير الغرناطي: "ذكرها الملاحي.. وقال: وألفت كتابا في (القبور) و(المحتضرين)، أجادت فيه وأتقنت، وكانت كاملة في النساء، لها خط حسن، ومعرفة جيدة، قال: وقفت على تأليفها بخطها، والإصلاح فيه بخط أبيها، قال: ورأيت تأليفها هذا عند ابنها الفقيه الحاج الطيب الفاضل، الأديب الماهر، أبي جعفر أحمد بن الحسن بن حسان"[9]، وأشار محقق صلة الصلة -عند مقابلة نسخ الكتاب- إلى أنه: "كتب في هامش (ك) بخط مغاير: قلت: رأيت هذا التأليف بسوق الكتبيين بفاس حرسها الله"[10]. هذا ما يسر الله جمعه وتحريره في هذا الموضوع، فما كان فيه من صواب فبتوفيق من الله وله الحمد والمنة، وما كان فيه من خطأ فمني، وأستغفر الله منه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. ------------------------- 1. برنامج التجيبي، ص 195-196؛ 2. سير أعلام النبلاء، 20َ\542؛ 3. نفسه، 23\232؛ 4. ذيل التقييد لابن نقطة، 2\394-395؛ 5. صلة الخلف، ص391؛ 6. مقدمة محقق "مسند أمة الله" ص10؛ 7. نفسه، ص8؛ 8. الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، 3\1207؛ 9. صلة الصلة، 5\311-312، وإنما اعتبرت هذا الكتاب مندرجا كذلك ضمن التراث الحديثي، من زاوية اعتماده في فقهه على الحديث وبخاصة في الاستدلال، واستنباط الأحكام؛ 10. صلة الصلة، 5\311 هامش 34.