بعد هزيمة الموحدين في موقعة العقاب التي انعكست سلبيا على المسلمين بالأندلس، وبعد سقوط الأندلس، بسقوط ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر الميلاديين، طليطلة وسرقسطة وقرطبة واشبيلية وملقة وغرناطة، بخمسة قرون وزيادة، التي تجلت فيها مظاهر الحضارة العربية في أجل صورها وأبهى معالمها، قام الأساتذة المختصون في المشرق والمغرب كالدكاترة: عبد العزيز الأهواني، وحسين مؤنس، ومحمود علي مكي، وإحسان عباس (محقق نفح الطيب للمقري) وعبد الله عنان مؤرخ الأندلس الأول الذي عني بدراسة آثارها وأطلالها ونقوشها الإسلامية وصاحب موسوعة الأندلس الكبرى، وكتاب عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، ومحقق الإحاطة في تاريخ غرناطة للسان الدين بن الخطيب، وأحمد مختار العبادي صاحب كتاب: في تاريخ المغرب والأندلس، والمستشرقون الغربيون، كليفي بروفنسال الفرنسي، صاحب كتاب: الحضارة العربية في اسبانيا وأول فهرس لمخطوطات الخزانة العامة بالرباط، وبيدال الإسباني صاحب كتاب: تاريخ إسبانيا الإسلامية، وغيرهم كثير من الباحثين في كافة الجامعات المغربية والمشرقية والخليجية والأندلسية والاسبانية قاموا بالكشف عن التراث العلمي الأندلسي النقلي والعقلي، بمختلف ألوانه وفروعه، ودراسته دراسة معمقة، وتحقيقه وإخراجه للوجود من بطون المخطوطات والخزانات ولم ينشر منه رغم ذلك إلا قدر يسير من هذا التراث الضخم حسب المحققين والدارسين لهذا التراث. فالأندلس ستظل موقعا مهما في حوض البحر الأبيض المتوسط الذي يعد مفترق الطرق أمام العديد من الحضارات قديهما وحديثها، والتي كان لها أبلغ الأثر على التقدم البشري وعلى الإنسانية الجديدة المنبنية على قواعد العلم الموضوعي الصحيح، وللدور التاريخي الذي لعبته في مجال المعاملات التجارية والأنشطة الثقافية والمهرجانات الفنية. ولا ريب أن الندوات المنظمة عن الحضارة الأندلسية سيكون من نتائجها المرجوة إلقاء الأضواء الكاشفة عن موضوع يهم المغاربة أكثر من غيرهم، وهو الوقوف عند أهم المحطات التاريخية في سجل العلاقات المغربية الأندلسية عبر التاريخ أخذاً وعطاءً، ومدى الإشعاع الأندلسي على المغرب وحضارته العريقة.. يتبع في العدد المقبل…