كما أن للوضوء والغسل فوائد أخرى وهي تهدئة الأعصاب ولا حضنا في السنوات الأخيرة انتشار وسائل العلاج بالمياه والتدليك (Jacouzy Hydrotherapie) وأقر الأطباء فائدتها في تهدئة الأعصاب واسترخاء عضلات الجسم، وقد سبقهم أستاذنا الأول صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة الذي لا ينطق عن الهوى حين قال: "إِنَّ الغَضَبَ مِن الشَّيطَانِ، وَإِنَّ الشَّيطَانَ خُلِقَ مِن النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطفَأُ النَّارُ بِالمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُم فَليَتَوَضَّأ"[1]. كما أن للغسل والوضوء فوائد جمة من منظور النقاط الانعكاسية: إن هناك نقاطا عديدة على سطح الجسم ترتبط بطاقة أجهزة أعضاء الجسم الداخلية، ومعظم هذه النقاط تتمركز في الأطراف والوجه واليدين والأذنين والقدمين، وتنبني على قواعد هذا العلم عدة طرق علاجية أهمها العلاج بالإبر الصينية Acupincture والعلاج بالتدليك Acupressure و Reflexologie التي تنتشر في كثير من البلاد الأوربية والأمريكية مما ينعكس إيجابيا على صحة وسلامة أعضاء الجسم الداخلية (هناك مصحات خاصة بهذا النوع من العلاج الذي يسمى الطب البديل). إن الشارع الحكيم يعلم ما في الوضوء من فوائد ويريد أن نستفيد منها لهذا رغب في الوضوء وإسباغه، لنستفيد منه جسديا ونفسيا وتكفر به سيئاتنا وهذا هو الأهم؛ لأنه كما ورد في الأحاديث النبوية أن الخطايا تخرج مع الماء في الوضوء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوِ الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ أَوْ نَحْوَ هَذَا وَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ"[2]. وسأختم باب الطهارة بهذا الحديث عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك والاستنشاق وقص الأظفار وغسل البراجم (عقد الأصابع) ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء، قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة قال أبو عيسى انتقاص الماء (الاستنجاء بالماء)[3]. فالإسلام يدعوا كذلك إلى نظافة الثياب قال تعالى: "وثيابك فطهر" [المدثر، 4]. وعن جابر بن عبد الله قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه[4]. يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى.. ——————- 1. روى الإمام أحمد في "المسند" (29/505) وأبو داود (4784). 2. أخرجه الإمام مسلم، كتاب الطهارة، باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء، (1/215) رقم: (244). 3. سنن الترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في تقليم الأظفار، ح: 2757. 4. سنن أبي داود، كتاب اللباس، باب في غسل الثوب وفي الخلقان، ح: 4062.