في عهد الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية .. الحكومة التي قيل عنها أنها جاءت لتباشر تغيير الوضع، وأنها على استعداد لرد الحقوق الضائعة إلى أصحابها، وفي ظلها يُنتظر أن تشرق شمس المساواة في الحقوق والواجبات على هذا الوطن، وقيل كذلك، في عهدها قد آن لزمن اللاتواصل مع الإدارات والمؤسسات الحكومية أن يذهب بلا رجعة .. الحكومة التي سبق لرئيسها، الأستاذ عبد الإله بن كيران أن قال في تصريح له لإحدى اليوميات البيضاوية: " منذ مجيئي وأنا أتحدث بأعلى صوتي بأنني مستعد للحوار مع أي هيئة" في هذا العهد، الذي استبشر المغاربة بحلوله خيرا، وعقدوا عليه أمالا كبيرة، نجد أن الواقع يقول غير ذلك، والدليل أنه في حفل عقد مؤخرا بالرباط، عرف حضور بعض الوزراء، وقليل من الصحافيين، خصص لتقديم تشكيلة اللجنة التي كلفت" بإعداد مشروع مدونة للصحافة والنشر" التي عهد برئاستها إلى السيد العربي المساري، وزير الاتصال السابق، يخرج علينا السيد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، يخرج مرة أخرى، بمنهجية استئصالية منافية للواقع الديمقراطي، ولطبيعة نظامنا السياسي، الذي يكرس التعددية الحزبية والنقابية، مقلصا الحوار مع النقابات التي تمثل أرباب المقاولات الصحفية، وبعض الجهات المقربة، في الوقت الذي توجد في المشهد النقابي الصحفي المغربي، نقابات أخرى فاعلة، وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام على مستقبل الحوار، وعلاقة الوزارة بالفاعلين في المجال، وإصلاح الواقع الإعلامي عموما، ولا يسعنا في الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة .. النقابة الوطنية النشيطة التي تم إقصاؤها من هذا الجمع، إلا أن نكون في موقفنا من مبادرات السيد الوزير مع المحتجين والمعارضين. وأمام هذا السلوك المرفوض، لا يسع الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، مرة أخرى، إلا الإعلان عن موقفها الصريح الرافض لهذه المنهجية في التعامل، التي قرر الوزير إتباعها، منذ تعيينه على رأس وزارة الاتصال، بدل السعي نحو إشراك كافة مكونات الجسم الصحفي للوصول إلى الهدف المنشود .. وتثمين المكتسبات، وكذا العمل على تصحيح الاختلالات التي لازال يعرفها الحقل الإعلامي و الصحفي الوطني. ونغتنمها فرصة، لدعوة الوزير الشاب، إلى تجاوزها (المنهجية) بما يحقق مشاركة ومساهمة كل النقابات والمنظمات العاملة في المجال، في أفق إنجاح الحوار وتحقيق التراضي والإجماع الوطني، حول ما يجب أن يكون عليه الإعلام في كافة حالاته المرئية .. المسموعة .. المكتوبة والإلكترونية مستقبلا الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة