1_ قرب باب المحكمة الإبتدائية بطنجة ينتظر الكثير من الناس حلول الساعة التاسعة صباحا بفراغ الصبر ،لولوج المحكمة إما للتقاضي أو لمتابعة سير الدعاوي والقضايا المعروضة أو لجلب وثيقة قضائية معينة . مباشرة بعد التاسعة بقليل يفتح الباب الذي يطل مباشرة على قاعة الجلسات الأولى فالثانية حيث يتم تحقيق العدالة المغربية، ويشرعون في الإسراع إلى إحدى الجهات حيث يُستخرج السجل العدلي .فيتحول المكان في رمشة عين إلى مكان شبيه بسوق شعبي تعمه الفوضى ،بعد ذلك يضطر الكثيرون تحت تهديدات الموظف إلى الوقوف في طابور طويل ،فيتساءل البعض عن سر هذا الإكتظاظ الكبير فيجيب الأخرون بإحباط " أن السبب هو الإضراب الذي جعل الموظفين لا يشتغلون إلا يومين في الأسبوع وهما الإثنين والجمعة " . 2_ تمر الدقائق والساعات ببطئ ويزداد معها الطابور طولا وحجم الوافدين على إحدى المكاتب لطلب الوثائق القضائية، بعد ذلك يتقدم شخص انيق يلبس الكرافتة وقد وصل لتوه يتجاوز الجميع بحركة تعني " أفسحوا الطريق" يستقبله الموظف الذي الذي استبدل اكفرار وجهه بابتسامة تسبقها عبارة "السي " ويطلب منه على عجل أن يستخرج له إحدى الوثائق،فيترك الموظف كل ما لديه ويشرع في التنفيذ أما بقية الواقفين في الطابور فيلزمون الصمت المطبق وحين ينصرف الشخص الأنيق يشرعون في الصرخ وسب بعضهم بعضا. 3_ في المحطة الطرقية طنجة المدينة توجد حافلة متوقفة شبيهة "ببراكة " وأمام بابها يقف موزع التذاكر ومساعده .الحافلة تحمل عبارة تشي على أنها تقدم خدمات نقل رفيعة المستوى وهي تربط بين الرباط وطنجة ،تمتلأ الحافلة عن أخرها بينما أغطية الكراسي مثقوبة أو ممزقة وبعضها منزوع بالكامل. بعض المسافرين الذين انخدعوا بشكل الحافلة الخارجي اضطروا للجلوس على " الحديدة " .تتحرك الحافلة / الخردة بعد ثواني معدودة تصيح امرأة بصوت غاضب قائلة " توقف " ببساطة السبب يكمن في جلوسها على مقعد مشبع بالمياه فبدت للكثيرين كأنها خارجة لتوها من حوض السباحة ، تنتفض المرأة فيجبها محصل التذاكر بغباء " تعصبتي " بعد ذلك يأتي مساعد المحصل ويقول هو الأخر " أ الشريفة المكتاب هذا " ويضيف " راه الديور ودخلوا عليهم الماء " ثم يحاولان تهدئتها بافنراش بطانية قذرة على المقعد . 4_ بعد أن تهدأ المرأة قليلا يصرخ أحد المسافرين لأنه اكتشف أن محصل التذاكر باع له التذكرة يغير ثمنها الحقيقي ويتساءل غاضبا كيف تسمح الدولة بهذا التسيب وهذه السرقة ؟ وكيف يسمح أصلا لحافلة مهترءة غير صالحة للسير على الطرقات بدخول المحطة ؟. 5_ في محطة القطارات تشير اللوحة الإلكترونية إلى ان موعد وصول قطار طنجة الرباط هو 45h6 .يتقدم المسافرون للنزول في السلالم المتحركة بعد قطع التذكرة وينتظرون إلى غاية 10 h7 دون أن يأتي القطار الموعود . بعد 10 دقائق أخرى يأتي القطار أخيرا فيصعد الركاب لمقاعدهم الواحد تلو الأخر بينما تفتح الأبواب وتغلق يدويا .في الداخل يجلس المسافرون في مقاعدهم وبعد ساعة أو أكثر يصل القطار للقنيطرة دون أن يعرف بعض الركاب ذلك فيسألون بعضهم بعضا لأنه مامن وسيلة لمعرفة ذلك وصوت المكلف بعملية الإخبار لا يسمع بتاتا ، بعد ذلك تنهض مسافرة إلى مكان في القاطرة يبدو من عبارة كتبت عليه أنه " مرحاض " لكنها تعود بسرعة متأففة قائلة لزوجها " المرحاض متسخ ...لا يوجد به صابون ولا ماء " . الناس في طنجة أو المغرب بصفة عامة لا يعرفون إن كنا نتقدم إلى الأمام أم إلى الخلف لأن كل الوقائع تشير أن أوضاعنا تزداد سوءا وأن لاشيء في المغرب يسير بالشكل المطلوب