الاقتصاد والأعمال : الاقتصاد حذر الرئيس الأسبق لمجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) بول فولكر من أن أزمة الديون الأوروبية تعد إنذار خطر للولايات المتحدة، يدعوها للعمل على الحد من عجز الموازنة الحكومية المتفاقم. ولفت في مقابلة الأربعاء مع محطة فوكس بيزنس نيوز إلى أن أزمة القروض الأوروبية تعطي نموذجا عمليا واضحا لمدى التهديد الذي تشكله زيادة القروض وعجز الموازنة على الاقتصاد، ونصح الولاياتالمتحدة بالاتعاظ بما يحدث هناك. يُشار إلى أن عجز الموازنة الاتحادية الأميركية للعام المالي المنصرم والتي انتهت في سبتمبر/ أيلول الماضي بلغ 1.41 تريليون دولار، وشكل 9.9% من الناتج المحلي الإجمالي. وتتوقع الإدارة الأميركية أن يتفاقم العجز في الموازنة الاتحادية لتسجل عجزا قياسيا جديدا بقيمة 1.56 تريليون دولار للعام المالي الذي ينتهي يوم 30 سبتمبر/ أيلول 2011، وحجم العجز المتوقع سيمثل 10.6% من الناتج المحلي الإجمالي. وحث فولكر -وهو مستشار اقتصادي خاص للرئيس الأميركي باراك أوباما- الإدارة الأميركية على العمل على الاستثمار لكبح جماح تفاقم العجز، مشيرا إلى أن المشكلة تتفاقم جراء أن الميل في أميركا بات أكثر للاستهلاك وأقل ميلا للاستثمار وضعفا في التصدير، معتبرا أن هذه تحديات ضخمة. وتعليقا على خطة الإنقاذ الاقتصادي الأوروبية البالغة قيمتها 750 مليار يورو (915 مليار دولار)، اعتبرها فولكر أنها تمثل اعترافا بالتهديدات التي تواجه العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) والتزاما بالدفاع عنه. وبين أن الأزمة المالية التي تعيشها اليونان العضو في منطقة اليورو تعد تحديا واضحا للعملة الموحدة، مشيرا إلى أن الإجراءات الأوروبية الأخيرة تبين عزما على التماسك. وكان فولكر اعتبر الخميس الماضي أن أزمة اليونان قد تؤدي "إلى تفكك منطقة اليورو" إذا لم تخضع الإدارة الاقتصادية إلى الإصلاح. وعن التقلبات التي تعرض لها اليورو في الأيام الأخيرة، اعتبرها فولكر بأنها مفرطة. وسجل اليورو اليوم في التعاملات الآسيوية أقل مستوى في أكثر من أربع سنوات أمام الدولار، عندما وصل إلى 1.2193 دولار.