أنتجت قرعة كأس العالم مجموعات متزنة، وأخرى قاتلة قوية جداً...فساحل العاج والبرازيل والبرتغال في مجموعة واحدة...والمانيا وأستراليا وصربيا وغانا وجهاً لوجه. ممثل العرب جاء في مجموعة هادئة مع سلوفينيا والولاياتالمتحدةوانجلترا. هنا سيتم الاعلان عن نتائج قرعة كأس العالم أولاً بأول: المجموعة الأولى: جنوب أفريقيا - المكسيك - الأرجواي - فرنسا المجموعة الثانية: الأرجنتين - نيجيريا - كوريا الجنوبية - اليونان المجموعة الثالثة: إنجلترا - الولاياتالمتحدةالأمريكية - الجزائر - سلوفينيا المجموعة الرابعة: ألمانيا - أستراليا - صربيا - غانا المجموعة الخامسة: هولندا - الدنمارك - اليابان - الكاميرون المجموعة السادسة: إيطاليا - البارجواي - نيوزلندا- سلوفاكيا المجموعة السابعة: البرازيل - كوريا الشمالية - ساحل العاج - البرتغال المجموعة الثامنة : اسبانيا - سويسرا - الهندوراس - تشيلي كأنك تشاهد القرعة : - فقرة من نقاط سريعة نشرح لكم ماذا جرى في القرعة. - تحدث نيلسون مانديلا كأول شخص اليوم عبر رسالة فيديو مسجلة، وهو الرجل الذي قاد جنوب أفريقيا للتحرر من التمييز العنصري ثم إلى استضافة المونديال حيث ذكر أن هذا الحلم ما كان ممكناً قبل 20 عاماً. - تحدث بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وكذلك زوما رئيس جنوب أفريقيا واتفقوا أن هذه الاستضافة نقطة تحول في تاريخ أفريقيا ككل. - سلمت إيطاليا كأس العالم 2006 لرئيس جنوب أفريقيا وجوزيب بلاتر. حيث قاما معاً بوضعها بمكان مخصص على طاولات القرعة. - تم عرض فيديو جميل فيه يأتي جد كبير بالعمر يعرض على حفيده تاريخ كاس العالم منذ عام 1930 حتى كأس 2006. كما تم عرض فيديو عن أنشطة فيفا الاجتماعية. - تم عرض التعويذة "زاكومي" وهو مستوحى من شخصية النمر أهم الحيوانات في جنوب أفريقيا، العرض كان بثلاثة أبعاد بفضل شركة سوني. كما تم عرض فيديو مباراة كرة قدم بين الحيوانات بشكل رائع. - أثناء القرعة سيكون تجنيب الفرق من نفس القارة أن تواجه نفسها قدر المستطاع ، فلا يمكن جعل البرازيل تواجه الأرجواي مثلاً. - تم وضع جنوب أفريقيا في المجموعة الأولى. - من أهم المشاركين في سحب الكرات جابر سيلاسي العداء الأثيوبي الأسطوري ، مدافع منتخب جنوب أفريقيا ماتيو بوث والتي يتم تشجيعه بطريقة خاصة بصراخ الجماهير ضده بكلام يزعج الآخرين لكنه يشجعه بوووووووو...النجم الإنجليزي دافيد بيكهام. - الافتتاح بين جنوب أفريقيا والمكسيك في 11 حزيران (يونيو). ربما لم تكن تتوقع جماهير جنوب أفريقيا أن تضع القرعة منتخب بافانا بافانا في مجموعة أفضل من تلك التي سيلعب فيها ضمن منافسات بطولة كأس القارات FIFA والتي ستحتضنها بلادهم في شهر يونيو/حزيران 2009 حيث سيسعى أصحاب الأرض لبلوغ المربع الذهبي على الأقل. ولكن طريق جنوب أفريقيا نحو هذا الحلم لن يكون مفروشاً بالورود، حيث سيتعين على منتخب البلد المضيف اجتياز الحاجز الأسباني إذا أراد مرافقة بطل أوروبا إلى دور الأربعة. وستكون من دون شك المواجهة بين الفريقين بمثابة قمة المجموعة الأولى، حيث سيتقابل منتخب بافانا بافانا مع المنتخب الأسباني في آخر جولة ضمن منافسات الدور الأول مما يزيد من قيمة المباراة وسخونتها. ولكن المنتخبين العراقي والنيوزيلندي سبق أن أكدا أكثر من مرة أن إسقاطهما من الحسابات قد يؤدي إلى نتائج وخيمة إذ من المؤكد أن الفريقين سيرحلان إلى جنوب أفريقيا للدفاع عن حظوظهما والتنافس على إحدى البطاقتين المؤهلتين للدور الثاني. فمن جهة يسعى منتخب بلاد الرافدين، المنافس الأول لجنوب أفريقيا، إلى محو الصورة السلبية التي رسمها عن كرة القدم العراقية مؤخراً بعدما فقد كل حظوظه في التأهل لنهائيات كأس العالم FIFA 2010 وهو ما ينذر أصحاب الأرض بمباراة أولى قوية إذ من المؤكد أن بطل آسيا سيحاول جاهداً تأكيد سمعته ومكانته على الصعيدين القاري والدولي. ومن جهة ثانية، سيتوجه المنتخب النيوزيلندي إلى أفريقيا وعينه على تحقيق أول انتصار في بطولة كأس القارات FIFA بعدما خسر مبارياته الست جميعها في مشاركتيه السابقتين. وسبق لأبطال أوقيانوسيا أن واجهوا جنوب أفريقيا أربع مرات انتهت كلها بفوز منتخب بافانا بافانا. قرعة متوازنة للغاية اجريت في كيب تاون الجنوب افريقيا من أجل العرس العالمي التي ستحتضنه القارة السمراء بعد ستة اشهر تقريبا من الآن وان كان هناك بعض التفاوت في الصعوبة في بعض المجموعات الا انها تبقى سهلة نظرا للتوزيع الجغرافي الذي انبا بانه ستكون هناك مجموعتين على الأقل بهما بعض الصعوبة والمواجهات القوية وهو ما قد حدث . ولتذكر المجموعات سريعا فقد جاءت المجموعة الأولى التي يترأسها المضيف جنوب افريقيا كان الى جواره فيها منتخبات المكسيكوفرنسا والاورجواي ، بينما ضمت الثانية الأرجنتين ونيجيريا واليونان وكوريا الجنوبية ، وحلت انجلترا في المجموعة الثالثة ومعها سلوفينيا وامريكا والجزائر ، فيما ستلعب المانيا في الرابعة مع صربيا واستراليا وغانا ، وستكون هولندا في المجموعة الثالثة على موعد مع الدانمارك والكاميرون واليابان ، اما ايطاليا حاملة اللقب فوقعت في المجموعة السادسة بجوار سلوفاكيا والبارجواي ونيوزلندا ، المجموعة السابعة هي الأصعب بكل تأكيد لاحتوائها على البرازيل والبرتغال وكوت ديفوار وكوريا الشمالية ، عكس المجموعة الثامنة التي تعد الأسهل بكل المقاييس والتي وجد فيها المنتخب الأسباني مع سويسرا وتشيلي والهندوراس . وفي قراءة سريعة للمجموعات الثمانية فسنجد أن اصعب المجموعات على الاطلاق هي السابعة والرابعة والخامسة على الترتيب . فقد اجبرتنا القرعة منذ الآن بأننا سنحرم في الدور الثاني من مشاهدة احد المنتخبات التي يتطلع الجميع لوصولها الى بعيد في هذا المعترك حيث سيودع المنتخب الايفواري او البرازيلي او البرتغالي الدورة منذ دورها الأول وبالطبع فيعد هذا الأمر من سوء حظ الايفواريين بالذات الذين حدث معهم نفس الأمر في النسخة الماضية في المانيا بعد ان اوقعتهم القرعة في صدام مع التانج الأرجنتيني والطواحين الهولندية والمنتخب الصربي الكبير ليجدوا انفسهم مجبرون على حزم حقائبهم بعد ثلاث مباريات فقط على الرغم من المستوى الذي قدموه والذي شهد لهم به العالم أجمع . في اعتقادي أن خبرة افيال كوت ديفوار ستزيد في هذه النسخة وأن عزمهم على تحقيق نتائج اكبر فاق ما فعلوه منذ اربعة سنوات وسيكونون رقما صعبا في هذه المجموعة ويمتلكون من الامكانيات ما يجعلهم لهم نفس النسب في التأهل على حساب البرتغال أو البرازيل حتى ، مع عدم اغفال المنتخب الكوري الشمالي الذي ربما سيكون هو المحدد لاسم الفريقان المتأهلان عن هذه المجموعة .المجموعة الرابعة لن تكون اقل قوة من سابقتها وستكون صعبة ايضا على النجوم السوداء ولعل مواجهته الأولى فيها امام منتخب صربيا سيحدد نوايا ايسيان ورفاقه في هذه البطولة . فكما نعلم جميعا ان المنتخب الالماني دائما ما يكون من اصحاب دور البطولة في اي مناسبة يحضر فيها مهما كان مستواه ومهما كانت اسماؤه يبقى المانشافت احد القيم الثابتة في الكرة العالمية التي لا يمكن تجاهلها ، بالاضافة للمنتخب الاسترالي الذي يعد من المنتخبات القوية ايضا ويملك اسماء كبيرة يلعب معظمها بالدوري الانجليزي كما ان انضمامهم لقارة آسيا قد رفع من خبرتهم كثيرا نظرا لزيادة عدد المباريات الرسمية التي بات الفريق يشارك فيها وهو ما يجعل من هذه المجموعة صعوبة بالغة على كل فرقها . وكما هو الحال في المجموعة الرابعة نجده في المجموعة الخامسة التي يصاحب فيها المنتخب الكاميروني ثلاثة فرق من اصعب الفرق التي من الممكن ان يواجهها أي فريق . فمنتخبات هولندا والدانمارك واليابان فرق تلعب كرة قدم سريعة للغاية ومتطورة ولا تتساهل في أي مباراة تلعبها ولهذا فانه لزاما على المنتخب الكاميروني اذا اراد ان يكون له دور مؤثر في هذه المجموعة العسيرة ان يتخلو عن الاستعراضية ان يلعبوا كفريق واحد ومن اجل قميص بلادهم ليس من اجل اسماؤهم . مواجهة الافتتاح لهذه المجموعة بين المنتخبين الدانماركي والهولندي ستكون مباراة ديربي منتظر وهي صعبة للغاية على طرفيها حيث ستجمع فريق يلعب الكرة الشاملة والسريعة المغلفة بالمهارات الفردية مقابل منتخب دانماركي اثبت قوة كبيرة للغاية في التصفيات وتفوق على البرتغال والسويد وكان من أول الفرق المتأهلة عن القارة العجوز لدرجة جعلت مدرب الفريق نفسه يندهش من المستوى الذي يقدمه لاعبوه الذين اتوقع انهم سيكونون حاضرين في دور ال16 على اقل تقدير . لم تبتسم القرعة كثيرا للمنتخب الجنوب افريقي كما تمنى منظموا البطولة بعد ان وضعت معهم فرق قوية للغاية مثل المكسيك التي سيواجهونها في الافتتاح والأوروجواي بنجومها الكبار على رأسهم فورلان والمنتخب الفرنسي الذي يبقى احد كبار اللعبة وسيكون مختلفا تماما عن المنتخب الشاحب الذي ظهر في التصفيات لذلك فمن المتوقع ان يودع الاولاد البطولة مبكرا وهو أمر ليس في مصلحة التنظيم بالطبع ولكن في مثل هذا المستوى كرة القدم هي التي تتحدث وليست العواطف . المنتخبين الانجليزي والاسباني هما من الفرق المرشحة بقوة هذه المرة لأن يكون احدهما فوق منصة التتويج في يوليو المقبل وقد وضعتهما القرعة في مجموعتين هما الأسهل ضمن الثمان مجموعات . فالمنتخب الانجليزي قد وقع في المجموعة الثالثة الى جوار الولاياتالمتحدة وسلوفينيا والجزائر في طريق يبدو سالك نسبيا للأسود الثلاث من أجل تجاوز الدور الأول رغم الصداع النسبي الذي من الممكن ان يسببه المنتخب الجزائر ولكن تبقى الرغبة الانجليزية في تحقيق انجاز انتظروه منذ 44 عام ليدحض اية مفاجئات محتملة وتجاوز الدور الأول . وهو نفس الحال للمتادور الأسباني الذي لن يجد صعوبة تذكر في تخطي الدور الأول وتجاوز سويسرا والهندوراس وتشيلي ويبقى الصراع في هذه المجموعة على البطاقة الثانية ويعتبر المنتخب التشيلي الممتاز هو الأوفر حظا للظفر بها . اما المنتخب الأرجنتيني فعلى مدربه مارادونا العمل أكثر اذا اراد ان يصل لطموحات عشاق التانجو في كافة ارجاء المعمورة حيث ان مجموعته الثانية تعتبر بمثابة الفخ الذي يبدو سهلا ظاهريا ولكنه صعب بكل تأكيد فوجود منتخب بحجم المنتخب النيجيري والمنتخب الكوري الجنوبي الخطير وابطال اوروبا 2004 اليوانيين مع مدربهم الداهية اوتو ريهاجل قد يربك حسابات ميسي وزملاؤه اذا لم يعدوا العدة من الآن . المنتخب الايطالي حامل اللقب مجموعته هي الأكثر توزنا لتوزع القوى فيها حيث تبدأ بمنتخب ايطالي عملاق يليه في القوة المنتخب الباراجواياني المتألق قاريا يليه المنتخب المفاجئة سلوفاكيا وفي النهاية المنتخب النيوزلندي الأضعف بين ال32 فريق والذي سيكون حصالة هذه المجموعة لافتقاده للخبرة والامكانيات واللاعبين ولولا الهدية البحرينية لما كان هناك . كرة القدم بالطبع تحمل في كثير من الأحيان المفاجئات ولكن في النهاية تبقى هناك قيم ثابتة لا يمكن تجاوزها وتكون في مثل هذه المستويات المفاجئة باخفاق احد هذه القيم او عدم تقديمه لما هو منتظر منه ولكن اكثر من ذلك تكون الأمور صعبة للغاية ومن أجل هذا فتبقى منتخبات البرازيل وانجلتراواسبانياوالمانيا وايطاليا هي ابرز الفرق المرشحة لنيل اللقب . الافارقة ونحن منهم يضعون املا كبيرا في منتخبي كوت ديفوار وغانا لتحقيق انجاز تاريخي للقارة السمراء قد يصل الى وصول احدهما الى نصف النهائي في انجاز لم يتحقق من قبل ولكن تحقيق مثل هذا الانجاز يتوقف على نجاحهم في عبور الدور الأول الذي اذا ما نجحا في تخطيه فقد يستطيعا بعد ذلك في الوصول بعيدا . اما المفاجئة الحقيقية اذا ما كان هناك مفاجئة فانا شخصيا اتوقع ان تأتي من فرق اوروبا الشرقية والتي يمثلها في هذه النسخة منتخبات صربيا وسلوفينيا وسلوفاكيا ومعهم اليونان ايضا . قد يكون توقعا غريبا على البعض ولكن بمراجعة سريعة للتاريخ القريب فسنجد ان منتخبات اوروبا الشرقية وعلى الرغم من عدم امتلاكها للشعبية الكبيرة والآلة الاعلامية القوية الا انها دائما حاضرة ، فنجد حضور تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا حاضران في ربع نهائي 90 ، وبلغاريا رابعة في 94 بجوار اداء رومانيا الهائل آنذاك ، وفي 98 فقد ابهرت كرواتيا العالم وحصلت على البرونزية ، وهو نفس الانجاز الذي حققه الاتراك في 2002 ، ووصول اوكرانيا لربع نهائي النسخة الماضية في اول مشاركة لها . هذا بالنسبة لمشاركات اوروبا الشرقية في المونديال في السنوات العشرين الماضية وسنجد انجازات لا تقل في المشاركات القارية ، وقد بدأت ايضا الاندية الشرقية في الطفو على سطح الاحداث بتتويج فريقين من روسيا واوكرانيا بكأس الاتحاد الأوروبي في النسختين السابقتين . فنجد هنا ان فريقين من يوغوسلافيا السابقة حاضرين في المونديال وهما سلوفينيا وصربيا ويكفي ان المنتخب السلوفيني نجح في اقصاء فريق بحج روسيا ومدربها هيدينك من التصفيات والتأهل على حسابها بعد ان كان ثانيا في المجموعة التي تصدرتها سلوفاكيا باقتدار . اوروبا الشرقية التي انجبت ستويشكوف وهاجي وندفيد وسوكر وارشافين وغيرهم الكثيرين من الممكن ان تنجب نجوما مثلهم في هذه النسخة وفي اعتقادي ان سيكون هناك ثلاثة فرق موجودة في دور ال16 ومن الممكن ان نرى احدهما في نصف النهائي . بالتأكيد كل ما يقال هو مجرد تكهنات وقراءات سريعة ولكن تبقى حقيقة الميدان التي لها رأي آخر . ستة اشهر فقط ويزاح الستار عن الحدث الرياضي الأهم على وجه الأرض والذي يطل علينا مرة كل اربعة سنوات ليكون عيدا لكل عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان . بقلم الاستاذ نعمان عبد الغني