أهدت أسرة الراحل محمد العربي المساري، الصحافي والدبلوماسي المغربي، مكتبته الخاصة إلى كرسي أخلاقيات الإعلام والاتصال الذي يشرف عليه الدكتور بنعيسى عسلون، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. وتشمل هذه الهبة على مجموعة الأعمال التاريخية والوثائقية الكاملة للمفكر الذي يعد من رواد الصحافة والأدب في المملكة، وأسهم بشكل كبير في تطورهما. وستتيح هذه المبادرة للطلبة والباحثين الإطلاع على مجموعة من أعمال الراحل المرجعية في التاريخ السياسي للمغرب، وخصوصا تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والعلاقات المغربية الإسبانية وقضية الصحراء والتعددية الثقافية. وتعكس هذه الالتفاتة المواطنة وفاء لمبادئ وقيم الراحل العربي المساري، الذي آمن بنشر المعرفة وحفظ الذاكرة سبيلا للنهوض بالمجتمع، وهي الرسالة التي أرادت عائلته ترسيخها باختيارها كرسي أخلاقيات الإعلام والاتصال، كمنبر أكاديمي يحمل اسمه، للحفاظ وتثمين هذا الإرث الوطني الثمين، وذلك بإتاحة ما ضمته مكتبته الغنية بالكتب والصحف والمجلات الثقافية والأدبية المتنوعة للمهتمين. كما تأتي هذه الهبة كثمرة لوعي عائلة الفقيد بدور الأرشيف الخاص كمكون للذاكرة الجماعية المغربية، وكذا كتعبير منها عن رغبتها في تخليد اسم وذاكرة أحد رواد الفكر المغربي المعاصر من خلال تناوله من قبل الباحثين خصوصا منهم المهتمين بقضايا الإعلام والسياسة. ويعتبر المساري، الذي ولد سنة 1936 بمدينة تطوان، من المثقفين المغاربة الكبار. نشر العديد من المؤلفات من بينها "المغرب/اسبانيا في آخر مواجهة"، و"المغرب بأصوات متعددة"، و"محمد الخامس : من سلطان إلى ملك"، و"ابن عبد الكريم الخطابي من القبيلة إلى الوطن". كما شغل عدة مسؤوليات سياسية على رأسها وزير الاتصال في حكومة التناوب عام 1998، وسفيرا للمغرب في البرازيل. توفي محمد العربي المساري يوم 25 يوليوز 2015 بالرباط عن عمر ناهز 79 عاما. جدير بالذكر أن "كرسي محمد العربي المساري لأخلاقيات الإعلام والاتصال" تم تدشينه بالمعهد العالي للإعلام والاتصال يوم 20 أكتوبر 2016 بالرباط، بهدف مواكبة تحولات المشهد الرقمي، وعقد دورات تكوينية في أخلاقيات المهنة، وتشجيع البحث العلمي المرتبط بهذا المجال.