انتقلت مراكش في السنوات الأخيرة، من مدينة للسياحة العالمية المترفة والمتوسطة، إلى وجهة سياحية متخصصة في استقبال العرسان الجدد الذين بوؤوا المدينة الحمراء المرتبة الأولى التي يقصدونها لقضاء شهر عسل بين قصورها الفخمة ورياضها العتيقة وفنادقها الشاسعة. وقد ساهمت شهور العسل، التي قضاها في المدينة الحمراء مجموعة من مشاهير الفن والسياسة والسينما، في تسليط الضوء على هذا النوع الجديد من السياحة الذي بدأ يجلب أعدادا كبيرة من عرسان العالم الذين يختارون تقليد مشاهيرهم المفضلين وتعقب آثار المدن التي مروا منها وهم عرسان. وفي هذا الاتجاه، صنفت مجلة "فوربيس" المالية الأمريكية الشهيرة مراكش ضمن الوجهات السياحية التي يقبل عليها بكثافة العرسان من الولاياتالمتحدةالأمريكية لأجل قضاء شهر العسل بين الهندسة المعمارية المغربية والأندلسية والأمازيغية، وبين دفء وحرارة الجو وخضرة النخيل ومسابح الفنادق الفخمة. وأضافت المجلة أن العرسان الجدد الذين يأتون إلى مراكش من الولاياتالمتحدةالأمريكية لقضاء شهر عسل يدفعون لوكالات سفر متخصصة ما يفوق 1500 دولار لليلة الواحدة في أفخم الفنادق، وهو ثمن جد مغر بالمقارنة مع ليالي المبيت في فنادق نيويورك التي قد تصل فيها الليلة الواحدة الخاصة بالعرسان إلى 60 ألف دولار. وقد احتلت مراكش المرتبة الأولى ضمن الوجهات السياحية التي يقبل عليها العرسان من أمريكا بعد جزيرة "جريت ميركري" في نيوزيلندا، التي جاءت في الرتبة الثانية، وقصر "لاشيفردور" الفرنسي الذي احتل الرتبة الثالثة، والذي تكلف الغرفة الواحدة فيه أكثر من 4000 دولار أمريكي، في وقت تشير فيه مجلة "فوربيس" إلى أن قيمة ما ينفقه الأمريكان خلال شهر العسل قد يصل إلى 7 بلايين دولار سنوياً. إلى ذلك، ظهرت على الأنترنت العديد من وكالات الأسفار المتخصصة في تنظيم شهور العسل للعرسان الجدد بمدينة مراكش، واتجهت العديد من المؤسسات الفندقية بالمدينة الحمراء إلى تركيز اهتمامها على هذا النوع من السياحة التي تفوق عائداتها المالية بكثير ما تخلفه سياحة المجموعات، باعتبار أن السياح في شهر العسل عادة لا يعيرون اهتماما لجانب المصاريف التي تكون مكلفة ومصحوبة بخدمات إضافية لضمان راحة العرسان. ومعلوم أن مراكش شهدت تنظيم حفلات زواج وشهور عسل لكبار مشاهير العالم، كان آخرهم الكوميدي الفرنسي من أصل مغربي جمال دبوز مع الصحفية ميليسا ثوريو، وقبله اختار النجم الكروي العالمي والفرنسي نيكولا أنيلكا مدينة مراكش لإقامة حفل زفافه.