من بين الأشرطة المثيرة للجدل والتي عرضت ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائي هذه السنة، كعرض شرفي، فيلم وثائقي للمخرجة الأمريكية مارينا زينوفيش عن المخرج العالمي «رومان بلونسكي» ويسلط الضوء على ملابسات قضية اعتداء جنسي قام به المخرج العالمي قبل ثلاثين سنة على فتاة قاصر في الثالثة عشر من عمرها أثناء قيام المخرج بالإعداد لصور لملابس المراهقين لمجلة «فوغ» الفرنسية بإحدى الشقق بلوس انجلوس، بعد التصوير قام بلونسكي بتخدير الفتاة بمواد كيميائية مخدرة كالكحول وغيرها وتحرش بها جنسيا. بعد دعاوى في المحكمة غالبا ما كان المدعى عليه يتهرب منها بدعوى انشغالاته المهنية في أوروبا رفقة المنتج دينو دو لورونتي، أدين بلونسكي من طرف محكمة كاليفورنيا بالاغتصاب واستعمال مواد مخدرة والفساد والتحرش بقاصر تبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة، حيث لبث المخرج بالسجن عدة أشهر ليتمكن بعدها من الفرار من الولاياتالمتحدةالأمريكية، في الأول من أبريل 1978، إلى فرنسا على اعتبار أنه يحمل الجنسية الفرنسية وحماية لرعاياه ففرنسا إذا لا تستطيع طرده لكن ولأسباب مجهولة استغرب الجميع موقف عائلة الفتاة من عدم رفع دعوى على بلونسكي في فرنسا والتي كان من الممكن أن تسفر عن عقوبة تتراوح حسب القانون الفرنسي ما بين خمس عشرة إلى عشرين سنة سجنا، كما أن العائلة حاولت حل المشكل بشكل حبي، إلا أن فرار المخرج وقرار محكمة كاليفورنيا بسجنه حالا دون ذلك ليصبح على المخرج اتخاذ الحيطة والحذر في كل تحركاته خارج فرنسا خصوصا مع الدول التي بينها وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية اتفاقيات تسليم كبريطانيا مثلا. وعما دفع المخرجة الأمريكية مارينا زينوفيش لاختيار هذا الموضوع بالذات، أشارت في تصريح لإحدى الصحف الأوروبية أن ما استوقفها هو مقال كتب سنة 2003 حول فوز بلونسكي بجائزة الأوسكار كأحسن إخراج عن فيلم «عازف البيانو» في الوقت الذي كان يواجه فيه المخرج حكما بالسجن والذي سينفذ فور دخوله الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضافت زينوفيش أن الضحية سامانطا جيمر، التي أصبحت ربة أسرة، قالت على صفحات الجرائد وعلى الشاشات التلفزيونية إنها سامحت بلونسكي على فعلته كما أنها أعجبت بالفيلم الذي أنجزه وقالت «يجب أن نحكم على الفيلم لا على الشخص»، كما ذكرت المخرجة أنها أمضت ثلاث سنوات وهي تحاول إقناع محامي بلونسكي بالكشف عن ملابسات ما حدث: «أمضيت ثلاث سنوات أحاول إقناع المحامي بالتكلم، لكن عندما رأى المشاهد الأولى خلال عملية المونتاج أدرك أنه ينبغي عليه أن يدلي بما يعرف». وحول موقف المخرج بلونسكي من فيلمها الوثائقي ذكرت المخرجة أنها راسلته عدة مرات إلا أنها لم تتلق أي جواب منه وظلت تحاول حتى أثناء المراحل الأخيرة من المونتاج لتتمكن من مقابلته إلا أنه قال لها «إنها قصة مجنونة لا أصدق أنها حصلت معي». الفيلم يعرض مشاهد من طفولة بلونسكي ببولونيا مرورا بمقتل زوجته الممثلة شارون طاتي في الشهر الثامن من حاملها في ظروف غامضة سنة 1969 وصولا إلى قضية التحرش الجنسي بقاصر سنة 1977.