فازت السيناتور عن ولاية نيويورك هيلاري كلينتون بالانتخابات التمهيدية التي شهدتها ولاية بنسلفانيا يوم الثلاثاء الماضي بنسبة خمسة وخمسين في المائة من الأصوات مقابل خمسة وأربعين في المائة لصالح منافسها باراك أوباما. وقال مراقبون إن خسارة أوباما كانت بسبب نعته للطبقة المتوسطة العاملة ب«الغاضبة على الحكومة وعلى الأوضاع وبأنها تلجأ إلى الدين والمخدرات من أجل التنفيس عن غضبها». فوز ثمين حافظت السيناتور هيلاري كلينتون على آمالها في الوصول إلى البيت الأبيض، بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية بنسلفانيا على منافسها باراك أوباما. وأظهرت النتائج أن كلينتون تقدمت على خصمها بفارق 10 نقاط مائوية، حيث حصلت على خمسة وخمسين في المائة من الأصوات في حين حصل أوباما على خمسة وأربعين في المائة. لكن رغم هذه النتيجة الإيجابية إلا أنها لن تكون كافية لإحداث تغيير مثير في السباق نحو البيت الأبيض بين المتنافسيْن الديمقراطيين، ذلك أن أوباما، رغم خسارته، مازال متفوقا على كلينتون في عدد المندوبين الذين سيختارون المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر القادم. وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إن الإقبال على التصويت كان قويا في أماكن الاقتراع، بل إن تقارير صحافية أشارت إلى أن عددا قياسيا من الديمقراطيين في ولاية بنسلفانيا سجلوا أنفسهم لأول مرة من أجل الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي شهدت تنافسا شديدا بين كلينتون وأوباما، الذي أنفق ضعف ما أنفقته سيدة أمريكا الأولى السابقة على حملتها الانتخابية في الولاية التي تسكنها غالبية من الطبقة العاملة البيضاء التي تدين بالمذهب الكاثوليكي. تصريحات أوباما قال مراقبون إن السبب الرئيسي في خسارة أوباما أمام كلينتون بذلك الهامش الكبير، رغم إمكانياته المادية الكبيرة، يكمن في التصريحات التي أدلى بها الأسبوع الماضي أمام الآلاف من مناصريه، عندما صرح بأنه يتفهم غضب الأمريكيين من ذوي الدخل المحدود على الحكومة. وأضاف أوباما بحماس في تصريحاته، إن من حق الأمريكيين الذين يشكلون الطبقة العاملة أن يغضبوا من الحكومة، لأنها لا تبالي بأمرهم بل تهتم فقط بالأغنياء وأصحاب الشركات الضخمة والعابرة للقارات، وقال إنه يتفهم الأمر عندما يلجأ الأمريكيون الفقراء إلى الدين أو المخدرات أو إلى التقوقع على أنفسهم ونبذ الأقليات للتعبير عن غضبهم. وأثارت تصريحات أوباما، مباشرة بعد نقلها على شبكات الكيبل، موجة من الاحتجاجات من قبل اتحادات العمال وممثلي الكنائس. وقال مراقبون إن أوباما منح هيلاري كلينتون ذخيرة حية لتصويبها نحوه في وقت دقيق من الحملة الانتخابية التي كانت على أشدها في ولاية بنسلفانيا. وهكذا كان، حيث تلقفت السيناتور كلينتون تصريحات أوباما واتهمته في تجمعاتها الانتخابية بالنخبوية وعدم تفهم ظروف الطبقة العاملة، وقالت في أحد التجمعات الحاشدة التي حضرها الآلاف من العاملين من ذوي الدخل المحدود: «الأمريكيون يعملون بجد هذا صحيح... والأمريكيون غاضبون من حكومتهم وهذا صحيح أيضا، لكنهم يذهبون إلى الكنائس لأنهم مؤمنون وليس للتنفيس عن غضبهم وهم لا يتعاطون المخدرات بل يهتمون بأسرهم وعائلاتهم ويؤدون ضرائبهم كمواطنين صالحين»! تصميم كلينتون مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات بشكل رسمي، ألقى السيناتور باراك أوباما خطابا هنأ فيه السيناتور هيلاري كلينتون على فوزها، وقال إنه خسر جولة لكن الانتخابات لم تنته بعد، وذكر أنصاره بأنه فاز بأكثر عدد من الولايات وبأكثر عدد من المندوبين وأيضا بأكبر عدد من المندوبين الكبار. ودعا أوباما، الذي بدا مرهقا، أنصاره إلى الوقوف إلى جانبه في ولايتي نورث كارولاينا وإنديانا، حيث ستجري الجولة القادمة من الانتخابات في السادس من شهر ماي القادم. أما السيناتور هيلاري كلينتون فشددت في الكلمة التي ألقتها أمام حشد من أنصارها الفرحين بفوزها، على تصميمها على البقاء في السباق نحو البيت الأبيض حتى آخر المطاف، وقالت: «بعض الناس استبعدوا فوزي وقالوا إن علي أن أنسحب، لكن الشعب الأمريكي لا ينسحب ولا يستسلم وهو يستحق أيضا رئيسا لا ينسحب ولا يستسلم مثلي». وحثت كلينتون، التي تواجه حملتها نقصا كبيرا في الأموال، مؤيديها على زيارة موقعها على الأنترنت والتبرع لها. وأضافت بحماس شديد، وقد وقف إلي جوارها على المنصة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وابنتها تشيلسي ووالدتها: «مستقبل هذه الحملة في أيديكم». مباشرة بعد ذلك جمع المسؤولون عن حملة هيلاري كلينتون ثلاثة ملايين دولار عبر تبرعات المناصرين لها. وقال متحدثون باسم الحملة إنهم جمعوا الثلاثة ملايين دولار خلال الساعات القليلة التي تلت فوز كلينتون بالانتخابات في ولاية بنسلفانيا، وأضافوا أنهم بحاجة إلى المزيد من الأموال لأن منافسهم باراك أوباما يجمع ضعف ذلك الرقم ثلاث مرات. وتعتبر المنافسة في بنسلفانيا، للفوز بأصوات مائة وتسعة وخمسين مندوباً، هي بداية المرحلة الأخيرة في السباق بين المرشحيْن الديمقراطييْن للفوز بترشيح حزبهم لخوض منافسات الانتخابات الرئاسية بشكل رسمي في مواجهة المرشح الجمهوري جون مكين الذي يبلغ السبعين عاما. ومن المقرر إجراء تسع جولات أخرى قبل انتهاء الانتخابات التمهيدية في الثالث من شهر يونيو القادم.