صادقت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، خلال اجتماع لها أول أمس بالرباط، على المقترحات المتعلقة بانتخاب الأجهزة القيادية للحزب، كان أهمها مقترح انتخاب الأمين العام، وهو المقترح الذي يقضي بأن اختيار الأمين العام سيكون من طرف المؤتمر الوطني للحزب، عكس ما كان معهودا في المسطرة السابقة عندما كان المجلس الوطني للحزب يرشح 3 أسماء لمنصب الأمين العام يختار المؤتمرون واحدا منهما. وينتظر أن يحال هذا المقترح على المجلس الوطني للحزب، المرتقب في ال12 وال13 من أبريل الجاري، للبت فيه، فيما يقول مصدر قيادي من الحزب، رفض الكشف عن اسمه، إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، التي يرأسها عبد الله بها، التفت على مقترح يدعو فيه أصحابه (مصطفى الرميد وعبد العالي حامي الدين) إلى أن عملية انتخاب الأمين العام للحزب ينبغي أن تتم وفق تعاقد يلتزم فيه المرشح ببرنامح عمله وتصوراته حول الكيفية التي سيدبر بها شؤون الحزب. ويضيف مصدرنا في اتصال مع «المساء» أن المرحلة السياسية التي يجتازها الحزب تتطلب مأسسة كل وجهات النظر داخله والاعتراف بالأطروحات لكي تعبر عن نفسها بشكل مسؤول من داخل مؤسسات الحزب. وهو الأمر الذي يرد عليه سعد الين العثماني، الأمين العام للحزب، بالقول إن فكرة التعاقد على أساس المشاريع للترشح إلى منصب الأمين العام لم يحن وقتها بعد، مؤكدا في تصريح ل«المساء» أن التغيير الجوهري لا ينبغي أن يتم دفعة واحدة وإنما على مراحل. وشدد العثماني على أن حزبه حاليا لا توجد به تيارات بينها فروق واضحة، بل «هناك فقط اجتهادات وآراء يصعب أن نطلق عليها وصف «التيارات»، مؤكدا أن العمل بنظام التيارات في مؤسسة حزبية مشروط بأن يكون الأمر منصوص عليه في الأنظمة الأساسية للحزب، وأيضا بأن تكون لهذا الحزب مئات الآلاف من الأعضاء كما هو الشأن بالنسبة إلى بعض الأحزاب في فرنسا أو في غيرها من الدول الغربية. ولم يفت العثماني أن يذكر بأن إدخال مثل هذه التحولات على حزبه ينبغي أن يكون الإعداد له في وقت مبكر وليس قبل موعد المؤتمر بوقت قصير وذلك لتفادي أي ارتباك قد تكون له بعض التأثيرات السلبية على السير العام للحزب. إلى ذلك، قال العثماني إن أهم القضايا بالنسبة إليه هو ذلك النقاش الجاري حاليا داخل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب ولجنة الحوار الوطني التابعة له حول الورقة المذهبية للحزب وتوجهاته السياسية والأولويات التي ينبغي أن تحظى باهتمامه في المرحلة الراهنة في اتجاه دمقرطة الحزب وانفتاحه على محيطه.