كشف مصدر من السفارة الأمريكيةبالرباط ل«المساء» أن: «مدير مكتب ال«إف بي آي» الجديد بالجزائر لم يتم تعيينه بعد، وأن تشكيل المكتب الجديد مازال في بدايته»، وأضاف نفس المسؤول أن «التنسيق بين مكتب التحقيقات الفيدرالي بالمغرب والمكتب الجديد بالجزائر هو قائم لكن لم تظهر معالمه واستراتيجيته بعد». جاءت هذه التصريحات على خلفية إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «إف بي آي»، روبرت مولر، أن جهازه يعتزم فتح مكتب في الجزائر العاصمة، يهدف إلى التصدي ل«المخاطر الجديدة الآتية من المغرب». وقال مولر، خلال جلسة استماع في الكونغرس الأربعاء الماضي مخصصة لميزانية ال«إف بي آي» خلال السنة المالية 2009، إن قدرات القاعدة في المغرب العربي زادت خلال السنة أو السنة والنصف الماضية. وأكد نفس المصدر أن المكتب الجديد ل«الإف بي آي» في الجزائر «يعتبر المكتب الحادي عشر من نوعه في البلدان العربية، والذي بدأ التفكير فيه مباشرة بعد فتح مكتب في الرباط». كما كشف المصدر عن أسماء الدول التي تضم مكاتب مماثلة، وقال: «إن المكتب الفيدرالي يتوفر على مكاتب بكل من أبوظبي، وعمان، ومكتب صغير ببيروت تابع لعمان، ومكتب ببغداد، ومكتب بالدوحة، ومكتب بالرياض، ومكتب بصنعاء، ومكتب بالقاهرة، بالإضافة إلى مكتبي الرباطوالجزائر»، حيث يبلغ عدد المكاتب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في الخارج اليوم 71 مكتبا تقع داخل السفارات الأمريكية. في نفس الصدد، صرح محمد بنعلال، المتخصص المغربي في الشؤون العسكرية، «إن إقدام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي على فتح مكتب جديد له بالعاصمة الجزائرية هو مرتبط بشكل كبير بقضية الصحراء»، واستطرد قائلا: «إن الجزائر، بقبولها فتح هذا المكتب، تريد التقرب من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد أن لاحظت دعم هذه الأخيرة للمغرب في مقترحه حول الصحراء». وأضاف بنعلال أن الجزائر تواجه حاليا مشكلا خطيرا في حدودها الصحراوية «وخصوصا في حدودها مع دولة مالي، وبالضبط بمنطقة «كيدال» التي يتم عبرها تهريب أسلحة القاعدة في المغرب الإسلامي». وأكد المتخصص المغربي في الشؤون العسكرية أن «الجزائر تواجه مشكلا حقيقيا في حدودها الصحراوية عكس المغرب الذي يراقب حدوده بشكل جيد»، ولم ينف بنعلال «إمكانيات التعاون بين المكتب الجديد لل«إف بي آي» بالجزائر والمكتب المغربي»، وقال: «إن ذلك يدخل في إطار برنامج أمريكي شامل لمحاربة الإرهاب بإفريقيا». للإشارة، فقد أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «إف بي آي» روبرت مولر، في تصريحاته الأخيرة، أن «احتمالات توجه أفراد يحملون جوازي سفر فرنسي وجزائري على سبيل المثال إلى أوروبا تتزايد، ومن ثم يسهل التوجه إلى مطار كينيدي أو أي مطار آخر في الولاياتالمتحدة، حيث لا يحتاجون إلا لبطاقة سفر إلكترونية». وأضاف مولر أن فتح مكتب لل«إف بي آي» بالجزائر هو الخطوة المقبلة على طريق توطيد العلاقة بين الولاياتالمتحدةوالجزائر لمواجهة ظاهرة التهديدات الجديدة القادمة من المغرب العربي -على حد قوله- موضحا أن هذا المكتب يمكنه تغطية دول أخرى.