تستعد «حركة لكل الديمقراطيين» التي أسسها فؤاد عالي الهمة صديق الملك محمد السادس، لتنظيم ملتقى داخلي يخصص للحسم في طبيعة الأشكال التي ستشارك من خلالها في الانتخابات الجماعية المرتقبة صيف 2009. ويأتي هذا الملتقى، الذي لم يحدد بعد تاريخ انعقاده، انسجاما مع تصريحات قيادة الحركة في ندوة الإعلان عن ميلادها قبل شهرين، عندما قال فؤاد عالي الهمة إن حركته ستكون حاضرة بقوة في الانتخابات الجماعية القادمة، غير أنه لم يحدد طبيعة هذا الحضور، فيما أشار أحمد اخشيشن، رئيس الحركة، في الندوة ذاتها، إلى أن حضورهم في الانتخابات الجماعية سيكون عبر دعم الفعاليات الديمقراطية والتصدي لاستعمال المال الحرام لإفساد العملية الانتخابية. وفي اتصال مع «المساء»، قال البشير الزناكي، الناطق الرسمي باسم «حركة لكل الديمقراطيين» إنهم في الحركة لم يحسموا بعد في صيغ المشاركة في الاستحقاق المرتبط بالانتخابات الجماعية القادمة، وأشار إلى أن هناك لجينة منكبة على تحضير ورقة في موضوع هذه المشاركة ينتظر أن تتم مدارستها في الملتقى الداخلي المرتقب انعقاده في الأسابيع المقبلة. وحول ما إذا كانت حركة الهمة ستدعم جميع الأحزاب السياسية في الانتخابات الجماعية أم سيقتصر هذا الدعم على أحزاب دون أخرى، قال الزناكي إنهم لم يحسموا في أي صيغة من صيغ الدعم، غير أنه شخصيا يستبعد أن تدعم «حركة لكل الديمقراطيين»، في هذه المرحلة التي تجتازها البلاد، إسلاميي العدالة والتنمية. وقال بهذا الخصوص إن هذا الحزب له برامج غامضة نسبيا في أكثر من قضية وله تصورات بعيدة عن مبادئ الديمقراطية وتقاليدها. من جهته، اعتبر مصطفى الرميد، عضو الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، أن حضور حركة الهمة في الانتخابات الجماعية القادمة لن تكون له قيمة كبرى وأن مصير هذه الحركة لن يتعدى الدور التحسيسي والتعبوي وليس بإمكانها أن تكون أكبر من ذلك، مضيفا في تصريح ل«المساء» أن «حركة الهمة حركة نخبوية وبالتالي فدعم الأحزاب أو عدم دعمها مسألة غير مطروحة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه». من جهتها، قالت لطيفة بناني اسميرس، رئيسة فريق الوحدة والتعادلية لحزب الاستقلال، إن حزبها لا يمانع في حضور حركة الهمة في الانتخابات الجماعية لتعزيز عمل الأحزاب السياسية، غير أنها أكدت في تصريح ل«المساء» أنها ضد أن تدعم حركة الهمة لوائح اللامنتمين لأن البلاد في نظرها محتاجة إلى تقوية الأحزاب لا إلى إضعافها، وهو الأمر الذي يرد عليه البشير الزناكي بالقول إن «الحركة لم تحسم بعد في هذه القضية»، غير أنه يؤكد بالمقابل أن أشكال الدعم التي ستقدمها حركته للمنتخبين في الاستحقاق الانتخابي ليست موحدة، بل ستختلف باختلاف المناطق والجهات. هذا ومن المفترض أن تكون حركة الهمة عقدت اجتماعا مساء أمس الثلاثاء بالرباط لتدارس ورقة حول ارتفاع الأسعار بالمغرب، وهي الورقة التي تكلف بإعدادها كل من مصطفى البكوري، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، والوزيرين السابقين رشيد الطالبي العلمي والشيخ بيد الله.