قال السفير المتجول حسن أبو أيوب، يوم السبت الأخير بباريس، إن نجاح الاتحاد المتوسطي رهين «بإزالة المشاكل الكبيرة المرتبطة بالشك المتبادل». وأوضح أبو أيوب أن «نجاح الاتحاد المتوسطي ينبغي أن يمر بالضرورة عبر عمل فكري جماعي وخلاق بين ضفتي المتوسط، وكذا عبر إزالة المشاكل الكبيرة المرتبطة بالشك المتبادل». وأضاف أبو أيوب، في تدخله خلال مائدة مستديرة تحت عنوان «الأمن بالمتوسط: تصور شامل» بمناسبة المنتدى الرابع لباريس المنظم ما بين 28 و30 مارس المنقضي، تحت شعار «اتحاد من أجل المتوسط، ما الهدف منه وكيفية تفعيله»، أن أزمة الشرق الأوسط شكلت دائما «العائق الأكثر جدية» الذي حال دون تحقيق الطموحات الكبيرة لضفتي المتوسط. واعتبر أن مسلسل برشلونة ظل متعثرا بسبب التناقضات بين مختلف المؤسسات المشكلة لهذا الحوار، موضحا أن التصورات متباينة تماما بين ضفتي المتوسط، حتى في ما يتعلق بتعريف التهديدات. وفي هذا الإطار، كشف عن وجود «فوارق كبيرة» بين الإرهاب والمقاومة، مشيرا إلى أن حصيلة الأعمال التي تم القيام بها على صعيد ضفتي المتوسط تكشف أن «الحوار الأمثل» تحقق في الجانب المتعلق بما هو أمني. وشدد أبو أيوب على ضرورة الاتفاق، أولا، حول الفضاء الجغرافي الذي يتعين أن تشمله هذه الرؤية الشاملة للأمن. وأوضح أنه «إذا كان يتعين علينا أن نفكر في الجانب الأمني بطريقة ناجعة وشاملة، فمن الواضح أنه يتعين علينا أيضا توسيع الفضاء المتوسطي ليمتد إلى منطقة القوقاز أو إلى الساحل الذي يعد امتدادا طبيعيا يمكن جميع النزوات من إيجاد منفذ ضخم إلى غاية المحيط الأطلسي والذي يشكل أحد أكبر التهديدات (تهريب، هجرة سرية، مخدرات، أسلحة)». وقد عرف منتدى باريس، المنظم من قبل الفرنسي من أصل مغربي، السيد ألبير مايي، مشاركة مسؤولين من عالمي السياسة والاقتصاد وخبراء وفاعلين جمعويين فرنسيين وأجانب، حاولوا، على مدى ثلاثة أيام، وضع إطارات لتنمية متقاسمة أصبحت ضرورية في عصر العولمة. ومثل المغرب في هذا المنتدى العديد من الشخصيات، من بينهما أندري أزولاي مستشار الملك، وحسن أبو أيوب، وفتح الله السجلماسي سفير المملكة بفرنسا، ومصطفى باكوري المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، وفتح الله ولعلو وزير المالية والخوصصة السابق، وبثينة العراقي الحسيني رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب. وإلى جانب مناقشة وتبادل الأفكار، يعد منتدى باريس «قوة للاقتراح والمصالحة والبناء أو إعادة البناء».