اقتحمت عناصر من قوات الأمن، حوالي الساعة الخامسة والنصف من بعد زوال يوم السبت الماضي، منزلا كائنا بشارع الكرامة بحي منفلوري بفاس على خلفية تنظيم مجموعة من نساء جماعة العدل والإحسان لتجمع قيل إنه غير مرخص له. وكانت قوات الأمن المكونة من عشرات العناصر بالزي الرسمي وأخرى بالزي المدني قد حاصرت المنزل المذكور لأكثر من ساعتين واقتحمته بقوة من الباب الرئيسي فيما تسللت عناصر أخرى من سطح البناية المجاورة لتتم مباغتة النساء المجتمعات والتحقيق معهن لمدة طويلة والتحقق من هويتهن قبل إخلاء سبيلهن. وقد خلفت عملية اقتحام مجلس «أخوات الآخرة»، وهو المجلس الذي دأبت ناشطات جماعة العدل والإحسان على عقده على الصعيد الوطني منذ سنوات، حالة استنفار لدى أتباع العدل والإحسان، خاصة منهم الطلبة الذين حضروا إلى عين المكان وفتحوا حلقيات للنقاش وسط الحشود الكبيرة من المواطنين التي كانت تتابع عن كثب ما ستسفر عنه عملية الاقتحام، مستنكرين تصرفات قوات الأمن ومحاولين، في ذات الوقت، تقديم شروحات للناس يبينون لهم من خلالها أن التجمع النسائي كان احتفالا عاديا بذكرى المولد النبوي دأبت جماعة العدل والإحسان على تنظيمه كل سنة. وكانت شائعات قوية قد انتشرت وسط جموع الناس الحاضرين تفيد بأن عملية الاقتحام تهدف إلى البحث عن عناصر إرهابية كانت تختبىء في المنزل المذكور، وهو ما تم تكذيبه من قبل نشطاء الجماعة. ويظهر أن هذه المداهمة تندرج في إطار الحملة الأمنية التي تقودها السلطات ضد أنصار الشيخ عبد السلام ياسين في مختلف مناطق المغرب، خصوصا بعد صدور دورية داخلية لوزير الداخلية تدعو مختلف الأجهزة الأمنية إلى تكثيف المراقبة على أعضاء الجماعة وعدم السماح لها بعقد تجمعاتها الداخلية، وهي التجمعات التي تقول السلطات عنها إنها غير قانونية وغير مرخص لها.