خلفت الاعتقالات في صفوف الشواذ، الذين ضبطوا في حالات منافية للأخلاق خلال مراسيم الاحتفال بموسم سيدي علي بنحمدوش، حالة استنفار قصوى في صفوف تنظيمات الشواذ التي تحج سنويا إلى هذا الموسم، حيث عمد العديد منها إلى تأجيل الاحتفال بهذا الموسم إلى غاية الأسبوع المقبل، بعد انتهاء مراسيم الاحتفال العادية، فيما آثر آخرون مواصلة الاحتفال متنكرين في لباس تقليدي درءا للشبهات. وتبعا لذلك، أحيت مجموعة من الشواذ، الذين تخلوا عن مظاهر الزينة التي اعتادوا الظهور بها في مواسم سابقة. وبدا الشواذ الحاضرون لموسم سيدي علي بنحمدوش أكثر حرصا، بعد تقديم حوالي ستة وأربعين منهم إلى القضاء. إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية أن الاعتقالات لاتزال متواصلة. وأكدت المصادر ذاتها أن عناصر الدرك تقوم يوميا باعتقال ما بين ثلاثة وستة أشخاص تقدمهم إلى العدالة، ولم تخف أن هذا الأمر خلق ارتباكا كبيرا لدى تنظيمات الشواذ التي تخلى بعضها عن الحضور بشكل نهائي خلال هذه السنة. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الشواذ الذين تم تقديمهم إلى القضاء ضبطوا يمارسون طقوسا في غاية الميوعة، فيما تم إلقاء القبض على آخرين في الشارع متزينين كالنساء، ولم تخف ذات المصادر الأمنية أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القصر الكبير لعبت دورا كبيرا في التضييق على الشواذ الذين يحضرون إلى موسم سيدي علي بنحمدوش، خوفا من التداعيات الشعبية التي تطرحها ممارساتهم، خاصة بعد إعلان بعض الصحف السنة الماضية عن زواج بعضهم بالموازاة مع مراسيم الموسم السنوي. وفي سياق ذي صلة، أفادت مصادر مطلعة بأن حسن أوريد، والي جهة مكناس-تافيلات، أعطى تعليماته لضبط مجموعة من السلوكات المنافية للأخلاق، والتي تنتشر بالموازاة مع موسم سيدي علي بنحمدوش. وأفادت المصادر ذاتها بأن الوالي تتبع ما يحدث خلال هذا الموسم عبر شريط مصور اطلع عليه السنة الماضية، وهو ما جعله يعمل على ضبط تصرفات بعض الفئات خلال هذه السنة، تقول المصادر. وتبعا لذلك، تم تجنيد ثلاثة آلاف فرد من عناصر الدرك للإشراف على الأمن أيام الموسم. وتعمل عناصر الدرك على مداهمة البيوت المشبوهة ووضع حواجز على طول الطريق المؤدية إلى منطقة سيدي علي بنحمدوش مع تفتيش كل سيارات الأجرة المشبوهة وسيارات النقل المشترك. على صعيد آخر، ذكرت بعض المصادر أن حوالي ستين ألف شخص دخلوا منطقة سيدي علي بنحمدوش أيام الموسم. ولم تخف المصادر ذاتها أن عدد الزوار قل هذه السنة بالموازاة مع الحملة الأمنية المشددة، كما قل عدد الذبائح التي لم تتعد ستمائة ذبيحة صغرى، أي أكباش، وأربعمائة ذبيحة كبرى، أي عجول. وعلى الرغم من ذلك، تعرف حركة النقل اختناقا بسبب كثرة الوافدين، وهو ما جعل بعض العائلات تقضي ليلتها داخل السيارات بسبب اختناق حركة السير.