نفى التيجاني الزبير، حفيد شيخ الطريقة التيجانية ومقدم الزاوية بفاس، علمه بالملتقى العام للطريقة التيجانية المزمع انعقاده في الجزائر قريبا، وفق ما تسرب من العديد من القنوات، وقال في اتصال ل«المساء» به إنه لم يتلق أي دعوة حتى الآن وليس له أدنى علم بالموضوع، وإن أي دعوة إلى حضور ملتقى من هذا النوع في الجزائر يجب أن تمر عبر «الطرق الرسمية»، في إشارة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مشيرا إلى أن الوزارة الوصية على الشأن الديني في الجزائر هي التي يجب أن تخبر نظيرتها في المغرب، وهذه الأخيرة تقوم بالاتصال بأتباع الطريقة التيجانية المغاربة لترتيب المشاركة «في حال إذا كانت هناك موافقة». وقال التيجاني الزبير إن الزاوية التيجانية في المغرب تعمل في استقلالية تامة عن الزاوية الموجودة في المغرب، رغم أن هذه الأخيرة تعد الزاوية الأم التي يتبع لها جميع مريدي الطريقة في العالم، كون ضريح مؤسسها أحمد التيجاني يوجد في مدينة فاس، وأضاف الزبير أن الزاوية التيجانية في المغرب تتبع لإمارة أمير المؤمنين في المغرب، في إشارة إلى غياب أي «قيادة روحية» لها خارج المغرب. وحول إمكانية حضور الملتقى المزمع انعقاده في الجزائر في حال وجهت إليهم الدعوة نفى الزبير ذلك، وقال إنه سبق أن تلقى دعوة قبل عامين للمشاركة في المتلقى الثاني للزاوية التيجانية بعين ماضي في الجزائر عبر السفارة الجزائريةبالرباط، لكنه امتنع عن المشاركة وأعلن للمسؤولين الدبلوماسيين الجزائريين أن الدعوة يجب أن تكون رسمية وعبر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وبدوره نفى الشيخ حسن سيسي، شيخ الطريقة التيجانية بالسينغال، في تصريحات ل«المساء» أمس من مدينة كولخ حيث يقع ضريح إبراهيم إنياص، أحد شيوخ الطريقة المتوفى عام 1975، أن يكون قد توصل بأي دعوة إلى المشاركة في الملتقى المقام بالجزائر، وقال إن الطريقة تقيم كعادتها بمناسبة المولد النبوي ملتقى بالسينغال تحضره وفود من المغرب والجزائر والعديد من البلدان الإفريقية والأوروبية والآسيوية ومن أمريكا الشمالية. وكشف سيسي، في حديثه ل«المساء»، أنه وقف شخصيا وراء حل الأزمة الديبلوماسية التي نشبت بين الرباط وداكار قبل أشهر قليلة بعد تصريحات أدلى بها وزير سينغالي سابق ضد الوحدة الترابية للمغرب، بمناسبة عقد جبهة البوليساريو لمؤتمرها الثاني عشر في منطقة تيفاريتي، وقال سيسي إنه في نفس اليوم الذي صدرت فيه تلك التصريحات أمر أتباعه من أبناء الطريقة التيجانية في السينغال بالخروج إلى الشوارع للتظاهر، حيث تظاهر المئات من التيجانيين أمام مقر الحزب الاشتراكي السينغالي الذي ينتمي إليه جاك بودان، وزير الاقتصاد السابق، وإنه تلقى رسالة شفوية من الملك محمد السادس عبر السفير المغربي في داكار يشيد فيها العاهل المغربي بمواقفه ويشكره عليها. وتابع سيسي قائلا: «لا نقبل من أي كان وبأي حال من الأحوال أن تمس العلاقات المغربية السينغالية التي هي علاقات تاريخية قديمة»، وقال إن والده الشيخ إبراهيم إنياص ظل على اتصال دائم مع الملك محمد الخامس خلال تواجده في المنفى في جزيرة مدغشقر، حيث تبادل معه بعض الرسائل، كما قابله في داكار لدى زيارته للسينغال، وأضاف: «هذه العلاقة استمرت مع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني ومع جلالة الملك محمد السادس نصره الله». ويبدو أن النظام الجزائري يسعى إلى «اختطاف» الزاوية التيجانية من المغرب مجددا بعد ملتقى فاس في العام الماضي الذي خرج بتوصيات عدة أزعجت الجار الشرقي للمغرب، من بينها الاتفاق على عقد الملتقى العالمي للزاوية بالمغرب كل عامين، في سابقة هي الأولى من نوعها، إذ لم يسبق أن عقد أي ملتقى للزاوية بأرض المغرب منذ عام 1985 في عهد الحسن الثاني، حيث أصبحت الجزائر هي الطرف النافذ الذي استقطب الزاوية إليه، خصوصا وأن «الخليفة الأكبر» للزاوية من أصل جزائري، ويعتبر قطب الزاوية التيجانية لكنه لا يسمى بتسمية الشيخ لقول مؤسسها أحمد التيجاني «لا شيخ بعدي». وكانت مصادر جزائرية قد تحدثت في وقت سابق عن عقد ملتقى عالمي للإخوان التيجانيين ببلدة «بوسمغون» بأقصى الجنوب الغربي الجزائري، على بعد 750 كلم إلى الجنوب من الجزائر العاصمة.