احتدم الصراع نهاية الأسبوع الماضي في مدينة بوزنيقة بين منافسين شابين لتولي قيادة منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، وكأنهم أرادوا أن يجسدوا المشهد الانتخابي الأمريكي في ديمقراطيته ونزاهته وتوافقاته أيضا. وكان عبد الواحد الزيات، الذي ينحدر من مدينة الرباط، يدلي ببرنامجه للمؤتمرين، ويشيد بنفسه كونه يتوفر على خبرة في العمل الجمعوي، وقال للحضور إنه حتى وإن لم يكن رئيسا، فسوف يكون مناضلا ضمن زملائه لخدمة منتدى الشباب المغربي. أما محمد فهد الباش، الذي أتى من مدينة وزان، فكان أنيقا في لباسه وهادئا في تحركاته، وتبدو على محياه حمرة الخجل، وخطابه كان مركزا لم يتعد أكثر من ثلاث دقائق، حيث قال إن من أولويات برنامجه هو توفير مقر دائم لمنتدى الشباب المغربي بمدينة الرباط، وسيُخرج المنتدى من بعض الأزمات التي تعترضه، وسيدفع به إلى الأمام أيضا. وأشار الباش إلى أن الرئاسة لا ينبغي أن تكون مقتصرة على مدينتي الرباطوالدارالبيضاء، وإنما يجب أن تأخذ كل الأقاليم المغربية حقها في الرئاسة، مما جعل الحاضرين يصفقون له بحرارة. لكن عبد الواحد الزيات استطاع أن ينزع كرسي الرئاسة من خصمه محمد فهد الباش بفارق ثلاث نقاط، ليتوج رئيسا للمرحلة الحالية التي تمتد ثلاث سنوات كي يظهر فيها قدراته وكفاءاته وشراكاته، حسب قوله. «تدبير الشأن الشبابي بالمغرب: الرؤية والحكامة»، انه الشعار الذي حمله الجمع العام العادي الثالث لمنتدى الشباب المغربي بمدينة بوزنيقة مؤخرا، ومن خلاله تمت مناقشة مشروع الأرضية الاستراتيجية 2008-2011 على المستوى السياسي والسوسيواقتصادي، وسطرت أهدافا استراتيجية كإدماج الشباب في سياق التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعرفها المغرب، وتعبئته حول أجندة أهداف الألفية للتنمية، وحقوق الإنسان والتنمية البشرية، كما تمت مناقشة القانون الأساسي. أما البيان الختامي، فقد سجل الالتفاف حول قضية الصحراء المغربية، كما سجل شباب المنتدى تضامنهم مع الشباب الفلسطيني بغزة وشباب العراق ولبنان. ن. ف، شابة من بوزنيقة، لكنها تشتغل بمدينة الدارالبيضاء، أتت متأخرة يوم الاقتراع وعلى وجهها آثار الضرب المبرح وتحت عينيها ألوان داكنة، ليست مساحيق تجميل، إنها هدية الركل والضرب التي تلقتها من أحد اللصوص، روت حكايتها بتحسر وسخرية، قالت إنها كانت أمام باب مراكش بمدينة الدارالبيضاء تتكلم في الهاتف وهي متجهة إلى محطة القطار الذي ينطلق حوالي الساعة العاشرة صباحا، حين اعترض سبيلها شخصان أوهموا المارة بأنها صديقة لهما، وأرادا أن يأخذا كل ما عندها من مال وهاتف وحقيبة يدوية، وعندما دافعت عن نفسها انهالا عليها بالضرب وأخذوا كل ما تملك، فاضطرت إلى الاتصال بأحد أقاربها كي تقدم شكاية بمركز الأمن، ورغم هذا الحادث حضرت انتخابات منتدى الشباب. لم يخل الجمع العام من ضيوف شرف، كان أبرزهم شاب ياباني قدم من بلاده للاشتغال في المغرب، إنه مهندس إعلاميات متخصص برمجة، كان في اليابان يشتغل من الثامنة صباحا إلى الساعة الثانية عشرة ليلا، فأعيته ظروف العمل التي تمتد طيلة الأسبوع بدون توقف، فقدم له أحد أصدقائه نصيحة بالتوجه إلى المغرب للاشتغال فيه، وهذا ما قام به الياباني عندما وجد منصب شغل بسهولة في إحدى الشركات بمدينة الرباط، وفي الأيام القليلة القادمة سيتجه نحو الدارالبيضاء للاشتغال مع إحدى الشركات الشهيرة. الياباني جد فخور لوجوده بالمغرب لأنه وجد فيه راحة البال، رغم إصابته في عينه بمدينة بوزنيقة، لأن تغير الجو والمدينة لم يلائمه، وقد قضى طيلة الفترة هناك يضع نظارات، وأعجب بتجربة منتدى الشباب التي سيحكيها لأصدقائه في اليابان كي يحتدوا بإخوانهم المغاربة.. أو للالتحاق به لكي يشتغلوا بدورهم في المغرب.