نجا ركاب قطار قادم من مدينة فاس في اتجاه الدارالبيضاء، مساء الجمعة الماضية، من موت محقق، حين انحرف بهم القطار الجديد ذو الطابقين، وزاغ عن سكته، بعد اصطدامه بقطيع من الأبقار كان يهم بتجاوز قضبان السكة الحديدية، بالقرب من الممر المحروس رقم 1052 الواقع بمنطقة النخاخصة بالقنيطرة. وقال حسن، 47 سنة، شاهد عيان، في تصريح ل«المساء»، إنه رأى مقدمة القطار وهي ترتفع عن سكتها لثواني قليلة، قبل أن ترتطم بقوة بالقضبان الحديدية، وتنحرف عن مسارها، وهو ما أدى إلى انفلات آلة ضخمة تكون مثبتة بمقدمة القطار، إلى الأسفل، مخربة بذلك العديد من الأسلاك الحديدية المتواجدة تحته، مما أثار زوبعة من الرمال والأحجار، التي تطايرت على مسافة بعيدة، وفي كل الاتجاهات. وأضاف حسن أن العناية الإلهية تدخلت دون وقوع ضحايا، خاصة وأن القطار كان على وشك الانقلاب، لولا وجود بعض الأعمدة الحديدية في الجانب الأيسر من السكة، التي حالت دون ذلك، مؤكدا أن ركاب القطار أصيبوا بهلع شديد وخوف رهيب، يفسرهما التدافع الذي عرفته المقصورتان 1 و2، اللتان كانتا مخصصتين لزبناء الدرجة الثانية، حيث ظلوا لأزيد من ساعة ونصف في العراء، قبل أن يتم نقلهم عبر قطار آخر. وفي تصريحات متفرقة ل«المساء» أكد العديد من سكان المنطقة، التي تفتقر جل الجهات بها إلى ممرات آمنة وجدارات عازلة، أنهم سمعوا دويا هائلا، خيل لهم بأن مصدره هزة أرضية لا محالة، أو انفجار قنبلة شديدة المفعول، وهو الإحساس الذي تقاسمه قاطنو المنازل وأصحاب المحلات التجارية المتاخمة للسكة الحديدية، مضيفين، بأنهم فوجئوا عندما هموا بالخروج من مساكنهم لاستقصاء ما يجري، بوابل من الحجارة تنهال عليهم، دون أن يعلموا مصدرها، ليتأكد لهم بعد دقائق معدودة أن الأمر يتعلق بقطار زاغ عن سكته. ووفق ما أفاد به مسؤول بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، فضل عدم ذكر اسمه، فإن الحادث، الذي وقع في حدود الساعة الخامسة وأربعين دقيقة من مساء الجمعة الماضي، ناجم عن اصطدام قطار، كان يستغل السكة الرئيسة رقم 2، بأربع بقرات وكلب، عند نقطة تبعد عن المكان الذي توقف فيه القطار بحوالي 1000م، موضحا، أن سائق القطار «ض» فطن إلى وجود أجسام متحركة على القضبان الحديدية من على مسافة 200م، لكن السرعة التي كان يسير بها هذا القطار والمقدرة بحوالي 130 كلم في الساعة حالت دون تجنبه الارتطام بها، نافيا وقوع أية إصابات، سواء في صفوف الراكبين أو سكان المنطقة، مضيفا، أن الإدارة المحلية للمكتب الوطني للسكك الحديدية، فور إخبارها بالحادث، قامت بتوفير قطار جديد لنقل الركاب، واتخذت مجموعة من التدابير الاحترازية بتنسيق مع مختلف محطات القطار، لتجنب تأثير ذلك على المسار الطبيعي لباقي القطارات المنتظر مرورها بعين المكان عبر السكة رقم 1، أثناء عملية إعادة وضع القطار على سكته الصحيحة، التي شاركت فيها وحدات قادمة من الرباطوالدارالبيضاء، مختصة في الكهرباء والمعدات والجر والسكة، وكان مفترضا أن تلتحق عناصر أخرى من مدينة مكناس، لكن تم إعفاؤها، بعد نجاح تلك العملية. وحول حجم الخسائر التي لحقت بالقطار ذي الطابقين، قال المتحدث نفسه إنه من السابق لأوانه تحديدها في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن التقييم الحقيقي للأعطاب التي أصابته سيعرف بعد إجراء فحص دقيق عليه بمؤسسة إنتاج القطارات السريعة الموجودة بالدارالبيضاء، مرجحا في نفس الوقت إمكانية إعادة تشغيله مرة أخرى.