- لماذا هاجمت مناصري وزير الداخلية السابق فؤاد عالي الهمة، ووصفتهم بالانتهازيين؟ < لم أقل إنهم انتهازيون، إنما قلت إن هذه الحركة لا يمكن أن تعتمد سوى على الانتهازيين، ونحن، إلى حد الآن، لا نعرف هل هذه الحركة ستصبح حزبا أم لا، فهم يقولون إن الأمر لا يتعلق بحزب، وهناك تصريحات متضاربة بهذا الشأن، وقد لاحظت أن هذه الحركة تضم اليساريين المتطرفين القدماء الذي بقوا لعقود لا يؤمنون بالقضية الوطنية، وأنا أتساءل كيف لهؤلاء أن يفهموا هموم الشعب المغربي الذي لم يقفوا إلى جانبه في القضية الوطنية، وهناك أشخاص آخرون لهم مصالح خاصة، ويعتبرون أن مثل هذه الحركة يمكن أن تقضي مصالحهم، ولذلك فإن حزبا مبنيا على هذه الأسس لا يمكن أن يذهب بعيدا. طبعا يمكن لهذا الحزب أن يدوخ المواطنين خلال عامين أو ثلاثة، لكنه في الأخير لا يمكن الرهان عليه. - لكن هناك وزراء وشخصيات معروفة التحقت بحركة فؤاد عالي الهمة؟ < عندما تحدثت عن الانتهازيين فإنني كنت أتحدث بشكل عام، وإلا فإنه يمكن أن يكون هناك بعض الأشخاص الذين لهم نوايا حسنة. وبمناسبة الحديث عن الوزراء، فإن هناك إشكالا، لأن هؤلاء لا أحد كان ينتظر أن يصبحوا وزراء، ولذلك يمكنني القول بأن الانتهازية كانت موجودة قبل تأسيس الحركة. ولذلك فإننا في الجبهة نرى أن الأزمة عميقة في المغرب، والحكومة الحالية ليست في المستوى، لأنها لا تتوفر على تمثيلية قوية بعد الانتخابات، وأمام هذا الوضع، وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فإننا في الحزب نبدي تخوفنا على مصير البلاد. وفي رأينا، فإن الحكومة لن تستمر كثيرا في عملها. - هل تؤيد من يقول إن عالي الهمة من حقه تأسيس حزب شريطة ألا يستمد قوته من الملك؟ < طبعا نحن لا نعارض تأسيس حزب الهمة، لكن، أراد ذلك السيد الهمة أم لم يرد، فإن عددا من الناس سيقولون إن هذا الحزب مدعوم من طرف الدولة أي من طرف صاحب الجلالة، وقد تكون للهمة نية مختلفة، لكن يجب القول إنه لا مصلحة لنا أن يكون هناك حزب للملك، فالأحزاب كلها تنادي بالملكية وهي رمز استمرارية البلاد ووحدتها، فالمواطن سيظهر له أن الحزب الجديد هو حزب الملك. فالمغرب تجاوز مرحلة الستينات، حيث كانت هناك ضرورة لوجود حزب يدافع عن المؤسسة الملكية، أما اليوم فلا توجد ضرورة، حيث تجاوزنا تلك المرحلة منذ التسعينات. وإذا كان حزب فؤاد عالي الهمة هو حزب الملك فالأحزاب الأخرى ستكون حزب من؟ *الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية