بنبرة حزينة قدم الإطار الوطني محمد سهيل تشخيصا أوليا لخروج المنتخب المغربي صاغرا من نهائيات كأس إفريقيا غانا 2008 ، فقد أكد بأن الفريق الوطني خرج مائلا من المغرب وأن سقوطه كان منتظرا، والتمس سهيل من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تنظيم نهائيات كأس إفريقيا في بلد أوربي حتى يقول كلمته في أجواء تختلف عما هو سائد في القارة السمراء، كما ناشد الجامعة بتقديم الاستقالة الفورية احتراما لمشاعر الشعب. - كيف تلقيت إقصاء المنتخب المغربي من الدور الأول لنهائيات غانا 2008؟ < كأي مغربي فأنا لم أتخلص من التأثر والقلق خاصة وأنني أتواجد الآن في معسكر مغلق مع المنتخب السعودي الذي يستعد لملاقاة الليكسومبورغ وديا، ولا حديث إلا عن الإقصاء المذل لفريقنا الوطني فاللاعبون السعوديون استغربوا لهذا الخروج المبكر وأمطروني بسيل من الأسئلة المحيرة، لكن لابد أن أعود إلى تصريح أدليت به عقب إقصائنا سنة 2000، قلت ليس بيننا وبين كأس إفريقيا قصة حب. -أين يكمن الخلل إذن؟ < لنعود قليلا إلى الوراء وبالتحديد لفترة الإعداد لنهائيات تونس 2004 لاأحد كان يثق في هذا المنتخب الذي سافر إلى تونس والجميع يشكك في إمكانياته، كان الشماخ وحجي والمختاري وخرجة مجرد أسماء نكرة، ولأن هذا المنتخب ليس عليه ضغط من الشارع المغربي فإنه خاض المنافسات بمعنويات عالية لأنه يعلم بأن إقصاءه منتظر وتقدمه نحو النهاية مجرد «فابور»، ولكن علينا ألا ننسى بأن جيل الزاييري والشماخ والمختاري وخرجة وحجي وموحا كانوا محظوظين لأنهم لعبوا في أجواء لا تختلف كثيرا عن الأجواء الأوربية، لهذا كنت مشتاقا لمعرفة ما يمكن أن يقدمه هؤلاء في دورة تقام في بلد في عمق القارة السمراء. - لكن في دورة مصر لم يقدم المنتخب ما كان منتظرا على الرغم من إقامة النهائيات في دولة متوسطية؟ < لا يمكن الحكم على أداء المنتخب المغربي في دورة مصر 2006، لأن الجامعة استنجدت بامحمد فاخر في آخر لحظة ولم يكن له يد في التركيبة، لقد طلبوا منه أن « يديباني باش ما عطا الله»، الجميع تفهم الموقف ولم يحاسب فاخر، بل وجه اللوم لأصحاب الاختيار. - الجميع رشح المغرب لبلوغ النهائي واعتقد بأن القرعة كانت رحيمة به في غانا هل كنت تشاطر هذا الرأي؟ < المنتخب المغربي توجه إلى غانا وهو في ثوب البطل، لقد حل بأكرا وهو على «عمارية» وكأنه متوج قبل خوض النهائيات، ومما كرس هذا الوضع فوزه الساحق على فريق ضعيف يدعى ناميبيا، لكن بعد أن طال المقام في غانا تبين أن العناصر المحترفة بدأت تعاني من قساوة الأجواء. - التحكيم كان له نصيب في النكبة؟ < لا يمكن أن نمسح أخطاءنا في التحكيم صحيح كانت هناك هفوات مؤثرة خاصة في المباراة الأخيرة أمام غانا، لكن العناصر الوطنية لم تملك الروح الوطنية، الفريق الوطني راضي بالهزيمة والشارع مستاء من التحكيم. - هل كان الفوز على ناميبيا خادعا؟ < أعتقد أن الاختيارات التكتيكية لهنري ميشيل كانت بلهاء، المدرب فاز في المباراة الأولى على ناميبيا بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وكان يعرف أنه سيواجه غينيا التي إذا انهزمت ستغادر النهائيات، لذا كان أمام خيارين إما أن أن يمارس الهجوم ويزيد من متاعب الخصم المثقل بضغط الهزيمة الأولى «باش نغرقوه» أو يعتمد على نهج دفاعي يغلق المنافذ ويمارس المرتد الخاطف من أجل سرقة هدف، للأسف هنري ميشيل اختار النهج الثاني ولم يكن موفقا لأن الضغط انتقل من غينيا إلى المغرب. - في اللقاء الأخير أمام غانا تأكد أننا لا نملك منتخبا قويا أليس كذلك؟ < قبل مواجهة غانا تبين لنا زيف التعادل الذي حققناه أمام فرنسا، لأنه ليس من السهل إقصاء البلد المنظم، لو كانت الصومال أو بوتسوانا أو إثيوبيا هي البلد المحتضن لاستعصى علينا إخراجه من الدور الأول، غانا فريق قدم أداء جيدا في نهائيات كأس العالم ولاعبوه يلعبون بروح قتالية نادرة إذن من كان يعتقد أن المرور إلى الدور الموالي سيكون على حساب البلد المنظم فهو واهم. - كانت نقطة قوة المنتخب المغربي تكمن في التجانس الحاصل بين اللاعبين لمدة خمس سنوات تقريبا لماذا تحول إلى نقطة ضعف؟ < الفريق الوطني الحالي ليس وليد اللحظة بل إن العمود الفقري يتكون من عناصر سبق لها أن جاورت بعضها البعض لفترة تصل إلى خمس سنوات، لكن للأسف الأمور تغيرت وفي مباراة الحقيقة أمام غانا تبين أن منتخبنا بلا روح، لكن المشكل عندنا أنه إذا قلت قبل أي منافسة قارية بأن حظوظنا ضعيفة فإنك تتهم بالخيانة وضعف الوازع الوطني. - جامعة الكرة لها نصيبها من الإقصاء أليس كذلك؟ < ليست هذه هي النكسة الوحيدة لكرة القدم الوطنية وللمنتخب، وكنا دائما في حاجة لموقف رجولي لكن يتبين بعد هدوء العاصفة بأن الأمور تظل على حالها، على أعضاء الجامعة أن يمتلكوا الشجاعة الكافية لإعلان الاستقالة، لكن للأسف هذه المؤسسة تنتظر قرارا ملكيا من أجل التغيير، والملك له مشاغل أخرى أهم من الكرة، لهذا فالتغيير يبدو مستحيلا لأن الأعضاء تبنوا مقولة خادعة تقول لايحدث التغيير إلا بمشيئة الملك، فيسود الاعتقاد بأن الجامعة مؤسسة محصنة، إذا قدم بعض الأشخاص استقالتهم فسأكون أسعد إنسان في العالم لأنني أكرههم وأكيد سيتحول كرهي لهم إلى حب وتقدير إذا غادروا الجامعة وأعلنوا فشلهم، لكن هناك مسيرين محترمين كي لا نقول إن البيض كله فاسد. - هل تتوقع تغييرا على مستوى الجامعة؟ < الغريب أن دولا غير ديمقراطية تحكمها أقليات قبلية أو عسكرية تعقد جموعا عامة وتمارس التغيير الجدري خلال النكبات، لكننا في المغرب نرفض الديمقراطية ونفضل البقاء في دائرة القرار ضدا على رغبات الشعب، إن كلام لمياغري عقب الخسارة يحتاج لوقفة وإلى تحقيق لكن لا حياة لمن تنادي. - ألا تخشى من رد فعل الجامعة ولو بحرمانك من تدريب الفرق والمنتخبات؟ < أنا لا أنتظر صدقة من الجامعة «عندها وليداتها الله يصلحهم ليها» وهم أبناء بررة يدينون بالولاء لأصحاب القرار، أما سهيل فقد حاربوه مرارا وأدى ثمن جرأته «كاش». - كإطار تقني في المهجر ماهو شعورك وأنت تتجرع مرارة الاغتراب؟ < لست الوحيد على أي حال لأن الجامعة تؤمن بمقولة خيرنا لغيرنا، ولقد تحدثت قبل أيام في هذا الموضوع مع الخبير المغربي حرمة الله حسن المدير التقني لقطر، وكان الاتفاق على أن المسؤولين يموتون عشقا في الإطار الأجنبي.