أكد حسن مومن مدرب فريق شباب المسيرة، أن الناخب الوطني هنري ميشيل يملك أوراقا رابحة كثيرة ضمن تشكيلته التي ستخوض نهائيات غانا التي ستنطلق منافساتها الأحد المقبل. وأوضح في في حوار أجرته معه «المساء» أن المباريات الإعدادية الأخيرة كشفت أن اللاعبين يوجدون في أعلى درجات الجاهزية وأنه بإمكانهم التألق في الكأس الإفريقية. حاوره - جمال اسطيفي / - كيف يتوقع حسن مومن مشاركة المغرب في نهائيات كأس إفريقيا؟ < أولا مسألة التوقع صعبة جدا، لأننا حين نقوم بذلك فإننا ننطلق من خلال منتخبنا الوطني ونغفل بقية المنتخبات، لكن مع ذلك فأنا متفائل بخصوص قدرة المنتخب الوطني على التألق في نهائيات غانا، فاللاعبون يوجدون في أعلى درجات الجاهزية كما أن حماسا كبيرا يلفهم للتوقيع على مشاركة جيدة. بالنسبة إلي كأس إفريقيا هي أشبه بمسابقة للحواجز مليئة بالمطبات والعراقيل، والمنتخب الذي سيعرف كيف يتجاوز هذه الحواجز دون أخطاء، وكيف تكون روحه المعنوية قوية جدا هو الذي سيتمكن في النهاية من الحصول على اللقب. - وأي تقييم تقدمه بالنسبة للمباراة الودية الأخيرة أمام أنغولا؟ < أعتقد أن المباراة الودية الأخيرة أمام أنغولا كانت بروفة حقيقية للمنتخب الوطني قبل النهائيات، فقد وجد نفسه أمام سيناريوهات يمكن أن يصادفها بغانا، وأعطته مجموعة من الدروس، فقد وجد نفسه متأخرا بهدف لصفر، الأمر الذي جعله يعيش ضغط البحث عن هدف التعادل، في وقت كانت فيه فئات قلية من الجمهور قد عبرت عن استيائها، ونجح في إدراك التعادل قبل أن يتمكن من إحراز الفوز، ويعيش ضغط الحفاظ عليه، خاصة أن المنتخب الأنغولي بدا كما لو أنه يخوض مباراة رسمية وليست ودية، وكانت رغبته كبيرة لتحقيق الفوز، بل إن لاعبيه كانوا يحتجون على الحكم. في المحصلة النهائية كانت مباراة أنغولا مفيدة جدا للناخب الوطني هنري ميشيل وللاعبين. - ولكن هنري ميشيل ظل في كل مرة يعتمد على تشكيلة مغايرة، ألا يثير ذلك القلق؟ < من المؤكد أن هنري ميشيل تعمد ذلك، لأن بقية المنتخبات تتابع بدورها المباريات الإعدادية للمنتخب الوطني، لذلك فهنري ميشيل لم يرد الكشف عن تشكيلته الأساسية، واختار أن يمنح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين ليرى مدى جاهزيتهم، وقدرتهم على أن يكونوا بدلاء جيدين. وأستطيع القول أن هنري ميشيل كسب هذا الرهان، فمعظم اللاعبين قدموا مستويات جيدة، وجميعهم جاهزون لخوض المباريات. كما أن التركيز على 11 لاعبا فقط كان من الممكن أن يضع الناخب الوطني هنري ميشيل في مأزق، سيما أننا لانعرف ما الذي يمكن أن تحمله دورة غانا من مفاجآت، فهناك لاعبون من الممكن أن لايتأقلموا مع الأجواء المناخية، وآخرون قد يتعرضوا للإصابة لا قدر الله. لذلك كان إيجابيا أن يعتمد هنري ميشيل على جميع اللاعبين ويمنحهم الفرصة، وقد أكد ذلك أنه يتوفر على أوراق رابحة كثيرة داخل المنتخب، وأنه في حالة حرمانه من خدمات لاعب ما فإنه سيجد بديلا بنفس الكفاءة، وهذا أمر مهم ويبعث على التفاؤل،لأن المجموعة ككل يجب أن تكون مستعدة للطوارئ. - تضع الترشيحات المنتخب الوطني ضمن لائحة المنتخبات المرشحة لنيل اللقب، ألن يشكل ذلك ضغطا إضافيا على اللاعبين؟ < أعتقد أنه أمر إيجابي وسلبي في الوقت نفسه، فقد يكون سلبيا إذا انتفخت رؤوس اللاعبين واعتقدوا أنهم أمام منافسين في المتناول وأن المباريات مربوحة سلفا، وقد يكون إيجابيا، إذا تم التعامل مع هذه الترشيحات باحترافية، وأن تكون حافزا للاعبين على العطاء، وأتصور أن هنري ميشيل واللاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن الترشيحات على الورق لاتعني أي شيء عندما ستبدأ المباريات، وأنهم لن يقعوا في مثل هذا الفخ، وسيتعاملون مع كل مباراة بمايلزم من حيطة وحذر وبذل للجهد بسخاء. - في الوقت الذي اختارت فيه عدد من المنتخبات الإفريقية الاستعداء وسط طقس حار فإن المنتخب الوطني فضل مواصلة استعداداته بالمغرب، ألن يكون لذلك أي تاثير سلبي؟ < لا أبدا من الصعب تحديد مدى تأثير ذلك، إلا عندما تبدأ المنافسات، ويمكن أن أعطيك مثالا في هذا الإطار فالمنتخب السويدي شارك في نهائيات كأس العالم 1994 التي جرت في ظل حرارة مرتفعة، واستعد اللاعبون بالسويد في درحة حرارة تحت الصفر، ومع ذلك قدموا مونديالا رائعا وبلغوا نصف النهاية، أعتقد أن الفرق يكمن في مدى جاهزية اللاعبين وفي الروح المعنوية العالية التي بإمكانها تذويب كل المعيقات. - وماهي نقط القوة برأيك بالنسبة للمنتخب الوطني؟ < إنها في الروح العالية التي عادت للمنتخب الوطني والتي تلمسها لدى اللاعبين، كما أن معظمهم يتوفر على تجربة مهمة بما أنه سبق لهم وشاركوا في كؤوس إفريقية سابقة، إضافة إلى تعدد البدائل بالنسبة للناخب الوطني. - وأين يكمن مصدر القلق؟ < في عدم وضع هنري ميشيل للثقة في حارس بعينه، فقبل أيام من انطلاق النهائيات لازلنا لانعرف من سيكون الحارس الأساسي في نهائيات غانا، وهذا أمر سيجعل حراس المنتخب الوطني يعيشون في دوامة من الشك. لذلك كان المفروض وضع الثقة في أحد الحراس ودعمه بشكل مطلق حتى يكون جاهزا للموعد الكبير. - وماهي المنتخبات التي ترشحها للتنافس على اللقب؟ < بداية فمعظم المنتخبات المشاركة تملك حظوظ التنافس على اللقب، والترشيحات لن تخرج عن إطار نيجيريا التي تسعى للعودة بقوة بعد غيابها عن المونديال الأخير، ومصر التي تعجبني الروح القتالية العالية للاعبيها ثم الكوت ديفوار وغانا البلد المنظم.