تعرضت طبيبة، متخصصة في طب النساء والولادة، تدعى سهام شنفوري بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء إلى الطرد من السكن بالمستشفى من طرف جمعية الأطباء الداخليين، بعد أن سلمت رسالة إلى ياسمينة بادو، وزيرة الصحة خلال زيارتها الأخيرة إلى بعض أجنحة المركز. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع أن رسالة الطبيبة تضمنت تفاصيل دقيقة حول ما أسمته ب«الظروف اللا إنسانية التي يستقبل فيها قسم أمراض النساء والتوليد بالمستشفى النساء الحوامل، وما يصاحب ذلك من سب وشتم في حق هؤلاء النساء بكل أنواع الكلام الساقط»، مؤكدة في الوقت نفسه أن «عملية الولادة تتم فوق قطعات من الخشب شبيهة بتلك التي يتم تغسيل الموتى فوقها». ولم تتوقف الرسالة عند هذا الحد، بل أشارت أيضا إلى ما أسمته ب«حالة التسيب والفوضى داخل هذا القسم بحكم امتناع بعض البروفسورات عن تلقين معارفهم إلى الأطباء المتمرنين حتى يظلوا يحتكرون هذا التخصص لوحدهم لأنهم يرفضون أن يزاحمهم فيه أي أحد من الأطباء الجدد»، و«لهذا، تقول صاحبة الرسالة، فبعض البروفيسورات، خاصة في الجناح رقم 10، تحولوا إلى آلهة يعبدون من دون الله ويقدم لهم الأطباء المتمرنون كل أنواع الطاعة والولاء حتى لا يتسببوا في رسوبهم». وتضيف صاحبة الرسالة أن «هذا التخصص لم يعد أي طبيب يجرؤ على التسجيل فيه، لأن التسجيل فيه يعني أن صاحبه مقبل على جحيم بدون نهاية». وأثارت رسالة الطبيبة المسلمة إلى ياسمينة بادو زوبعة وسط إدارة المستشفى، مما جعل وزارة الصحة، في خطوة غير مسبوقة، تصدر مذكرة تقضي بإنجاح جميع الأطباء في جميع التخصصات في الامتحان النهائي لسنة 2007. وينتظر أن تتوالى تداعيات رسالة الطبيبة إلى ياسمينة بادو، خاصة بعد قرار هذه الأخيرة باللجوء إلى المحكمة الإدارية لإنصافها.