في حفل يحيل على أجواء الأسواق الشعبية وبتنظيم فلكلوري صرف، وقعت وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقدة الأهداف التي ستحكم وستؤطر العلاقة بينهما خلال الثلاث سنوات (2010-2013). وذلك مقابل تقيد كل طرف على حدة بتنفيذ مجموعة من الالتزامات التي ستحكم العلاقة المستقبلية بين الطرفين. أما ما أثار انتباه كل الحاضرين هو ضعف التحضير البروتوكولي لهذا الاجتماع، الذي وصفه منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة بالتاريخي، كما أنه انطلق في حدود السابعة والنصف مساء، بتأخير دام زهاء 90 دقيقة. واضطر وزير الشباب إلى أن يخاطب الحاضرين بنفسه، طالبا منهم إخلاء الصفوف الأمامية لفائدة رؤساء الأندية الذين كانوا مجتمعين في مكان آخر من نفس الفندق مع رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، الذي عاد ليختفي عن الأنظار بعد أن تلقى إشارات من الوزير بضرورة انتظار قدوم زميله في الحكومة وشريكه في الحركة التصحيحية التي خاضاها سوية بحزب الأحرار، وزير المالية، صلاح الدين مزوار. وأمام هذه الفوضى التنظيمية تعالت قهقهات الحاضرين الذين تساءلوا كيف لوزارة وجامعة لم تقويا على تنظيم اجتماع بمواصفات مضبوطة أن يلتزما بتنفيذ خطة عمل مشتركة، أما أكبر استهتار بجماهير كرة القدم المغربية هو التزام الجامعة في سياق هذه العقدة بالتأهل إلى دور ربع نهاية كأس إفريقيا لكرة القدم في غضون نهائيات 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية، أي أن جامعة الكرة التي أكدت أكثر من مرة أنها ستتعاقد مع مدرب عالمي من قيمة المدريبن الناجحين في عدد من المنتخبات العالمية والذي سيكلفها حتما ملايين الدولارات لا تعدنا إلا بالتأهل إلى دور ربع نهاية (كان 2012). كما أن المتتبع لمسار الأحداث لمس بالملموس أن جدول التزامات الجامعة لم يطرأ عليه أي تغيير وجرى من خلاله ترديد البرامج التي سبق الحديث بشأنها سابقا، والتي تخص مراكز التكوين وتأهيل البنيات التحتية، وهي برامج تم تسطيرها من قبل جامعة حسني بنسليمان. أما باقي الالتزامات فتخص رفع عدد المنخرطين داخل الجامعة إلى 66 ألفا و 500 ممارس، وإحداث 16 مركزا لتكوين الشباب وأربعة مراكز جهوية للتكوين وعصبة احترافية سنة 2012. ومن بين الأهداف المسطرة في هذا العقد بلوغ المنتخب الوطني المغربي للكبار نهائيات كأس العالم 2014 وتأهل المنتخب الأولمبي إلى دورة الألعاب الأولمبية 2012 بلندن، وتأهل منتخب أقل من 20 سنة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 . ومقابل ذلك تلتزم وزارة الشباب والرياضة، بموجب هذا العقد، بمنح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منحة مالية سنوية للتسيير تبلغ 800 مليون سنتيم على مدى أربع سنوات، فضلا عن التكفل بتزويد ستة ملاعب بالعشب الاصطناعي من الطراز الأول ستخصص إما لإجراء المباريات أو للتداريب على أن يتم تحديد المستفيدين منها من بين أندية القسمين الأول والثاني. علما أن الوزير كان قد أطلق في وقت سابق تصريحات صحفية مفادها أنه يتجه بمعية الجامعة إلى منع اللعب فوق العشب الاصطناعي. كما تتعهد الوزارة، كذلك، بتزويد الجامعة بثمانية مراكز تستفيد منها أندية الصفوة (مركزان في السنة) وأربعة مراكز تكوين جهوية (مركز واحد في السنة). وستقوم الوزارة، كذلك، بتخصيص مليون درهم لكل مركز وبتوزيع تجهيزات على 20 مركزا تكوينيا (16 مركزا للتكوين تابعة للأندية والأقطاب الجهوية الأربعة للتميز التابعة للجامعة) وتمويل في حدود 50 في المائة لاقتناء 35 حافلة (45 مقعدا) موجهة لنقل فرق الفئات الصغرى لأندية القسمين الأول والثاني للنخبة. من ناحية أخرى، أثار تواجد بادو الزاكي جملة من التساؤلات والتأويلات، حيث ربط البعض بين ذلك وبين إمكانية الاستعانة به كمدرب للمنتخب خلال الفترة المقبلة، وذلك في عز الاستعصاء الذي تواجهه الجامعة في البحث عن مدرب للمنتخب. كما أثار كذلك انتباه الحاضرين تواجد الحكم بوحزمة الموقوف إلى الأبد عن ممارسة مهامه كحكم، حيث اجتمع بشكل انفرادي مع رئيس لجنة التحكيم بالجامعة أحمد غيبي وهو ما قد ينبىء، ربما، بصدور قرارات مستقبلية قد تعيده إلى حمل الصفارة من جديد.