انتهى «شهر العسل» بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال بجهة فاس ب«طلاق» بين الطرفين صباح الأربعاء الماضي بمقر ولاية جهة فاس بولمان، في دورة عادية لمجلس الجهة تبادل فيها الطرفان الشتائم. فيما عاد «الهدوء» و«التفاهم» ليسود العلاقة بين «أغلبية» الاستقلاليين و«معارضة» العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي. وتعود آخر أجواء التوتر بين الحزبين إلى الأيام الأولى التي تلت تشكيل مكتب المجلس الجماعي لفاس، وقبلها شن حزب الأصالة والمعاصرة بالتحالف مع حزبي الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية حملة انتقادات ضد الاستقلاليين يتهمونهم فيها ب«البلطجة» في الحملات الانتخابية وباستعمال المال، ويتهمون معهم السلطات بالتواطؤ. وفك حزب «البام» تحالفه المؤقت مع الإسلاميين والاتحاديين، وعاد ليوقع «اتفاقية» للهدنة مع «الأغلبية الحكومية» للاستقلاليين بالجهة، عبر التأكيد على اعتماده ما أسماه «المساندة النقدية البناءة». وجاء هذا الاصطدام بين الحزبين يوما واحدا فقط بعد الإعلان الرسمي عن التحاق ما يقرب من 30 مستشارا استقلاليا بضواحي المدينة بحزب الهمة، في وقت لا تزال تجرى فيه الاتصالات لاستقطاب عدد مماثل في جماعات أخرى بإقليم مولاي يعقوب. واضطر والي الجهة، محمد غرابي، للتدخل أكثر من مرة لضبط السير العادي لهذه الدورة، وتهدئة مستشاري الحلفين، ملوحا بالقانون المنظم للمجالس الجهوية، قبل أن يقرر الانسحاب من القاعة رفقة كاتبه العام، تاركا الطرفين يكملان «مباراة» انتهت بعد الشد والجذب بالتصويت بالإجماع على جل المشاريع التي اقترحتها «أغلبية» الاستقلال «الحاكمة» للجهة. ومما فجر «الأزمة» بين الطرفين انتقادات وجهها فريد أمغار، منسق مستشاري الأصالة والمعاصرة، لرئيس الجهة الاستقلالي محمد الدويري، الذي اتهم ب«اجترار» الحديث حول مشاريع ترد باستمرار في كلماته أثناء كل دورة، منذ الولاية السابقة، ومنها مشروع يقول الدويري إنه عبارة عن «نضال» تقوده جهة فاس من أجل إقرار إجبارية «شكل» الحرف العربي في المقررات التعليمية في المستويين الإعدادي والثانوي، وآخر يتعلق بمحاربة التدخين في الأماكن العمومية، وثالث حول «فاس تكنوفالي»، وثالث يرتبط ب«فاس تكنوبوليس». وفي الوقت الذي دافع الدويري عن هذه المشاريع التي وصفها بالرامية إلى تنمية الجهة، طالب أمغار رئيس الجهة بأن يقدم كلمة بمضمون ثقيل يعكس ما أسماه الخيار الاستراتيجي للجهوية الموسعة. وإلى جانب مشاهد التوتر التي سادت العلاقة بين الطرفين، «انتفض» رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله معبرا عن رفضه التوقيع على اتفاقية شراكة بين مجلس الجهة وبين مركز للدراسات يشرف عليه أحد أساتذة الجامعة بغرض الإشراف على إنشاء جامعة أورومتوسطية قرر إحداثها بفاس بمساعدة الاتحاد من أجل المتوسط. وقال الفارسي الشرغيني، رئيس الجامعة، إنه لن يكون هناك وجود لهذه الجامعة الأورومتوسطية خارج قطب الجامعة التي يترأسها. وتحدث مشروع اتفاقية جاهز للتصويت عليه عن تمويل الجهة لهذا المركز من أجل السهر على هذا المشروع، في حين قال رئيس الجامعة، الذي حظي بدعم مستشاري الأصالة والمعاصرة، إن الجامعة التي تضم حوالي 52 ألف طالب وحوالي 1200 أستاذ جامعي هي التي في حاجة إلى المساعدة. وأكد بأن كل المشاريع التي لها علاقة بالبحث العلمي وبالمختبرات يجب أن تحدث تحت وصاية القطب الجامعي الذي يديره. و«انتفض» رئيس الجامعة مرة أخرى، بمناصرة مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة، لمعارضة مشروع اتفاقية كان مقررا لها أن تجمع بين مجلس الجهة وبين معهد النباتات العطرية والطبية بتاونات، مؤكدا بأن هذا المعهد تابع للجامعة وبأن المعنية بمثل هذه الاتفاقيات هي رئاسة الجامعة. وانتهت «انتفاضة» رئيس الجامعة بتعديل مشروع الاتفاقية والأطراف التي ستوقعها، وقد صادقت الأطراف عليها بالإجماع.