الزعيم كريستيانو رونالدو ال96 مليون أورو التي دفعها فريق «ريال مدريد» من أجل اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو لا تزال إلى اليوم تثير الجدل، بل وأصبحت موضوعا يطرح للنقاش على أعمدة الصحف الإسبانية. صحيفة «ماركا» الرياضية طرحت مؤخرا استفتاء لقرائها يقول: هل تعتقد أن دفع 96 مليون أورو من أجل رونالدو عمل جيد؟ هذا السؤال لا يتم طرحه، بطبيعة الحال، إلا إذا كان هناك شك كبير في كون الصفقة عمل غير جيد، لذلك فإن الصحيفة تريد أن تعرف رأي القراء وجمهور «ريال مدريد» عموما. الجواب عن السؤال لم يهضم كريستيانو رونالدو حقه، حيث قال أزيد من 90 في المائة من الذين شاركوا في الاستفتاء إن الصفقة شيء جيد، بل إن الصحيفة أضافت شيئا من الرومانسية في القضية وقالت إن 96 في المائة من المستجوبين قالوا إن دفع 96 مليون أورو من أجل هذا اللاعب يعتبر صفقة ناجحة، وهو ما يذكر بنتائج الانتخابات والاستفتاءات على الزعماء العرب الذين ينجحون بنسبة مماثلة. وعموما، وكيفما كانت نتائج الاستفتاء، فإن «ريال مدريد» يجد نفسه اليوم في وضعية محرجة لأن أغلى صفقتين قام بهما هذا الموسم أصبحتا موضع شك: الأولى صفقة البرتغالي رونالدو، والثانية هي صفقة كاكا، وهي بحوالي 70 مليون أورو، مع أن كاكا يقضي وقته، منذ بداية الموسم، بين البرازيل وبين عيادات الأطباء. أحزان هنري بدأت تيري هنري، الفرنسي الأسمر الذي كان معززا مكرما في فريق «أرسنال» الإنجليزي لسنوات طويلة، بدأت أيامه الداكنة تأتي تباعا، وتحول من لاعب نجم لا بد من حضوره في كل المباريات، إلى لاعب «زايد ناقص». هنري لم يعد يجد اليوم مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق الكاتلاني. وأكثر من هذا أنه يجد نفسه في قلب منافسة شرسة بينه وبين لاعب شاب اسمه بيدرو الذي سجل، منذ بداية الموسم، 14 هدفا في كل المنافسات التي يخوضها فريقه، بينما هنري لم يسجل أكثر من هدفين، مع أنه لعب نفس عدد المباريات التي لعبها الشاب بيدرو، وهذا يدل على أن أيام الكسوف آتية لتخيم فوق سماء هنري، وتلك سنة الحياة. أنصار برشلونة بدورهم ناكرون لجميل هنري، وتلك عادة كل جماهير الكرة في العالم كله. إنهم مع اللاعب النشيط الذي يمتعهم باللعب وتسجيل الأهداف، لذلك فإن الأنصار يؤيدون أن يلعب بيدرو عوض هنري. أما لغة الأرقام فكانت صادمة، حيث صوت 80 في المائة لصالح بيدرو، و20 في المائة لصالح هنري، من خلال استفتاء طرح في الصحيفة الرياضية الكاتلانية «سبور». هنري، إذن، يجب أن يفهم ما يجري حوله، وإذا استطاع أن يجد له فريقا جيدا الموسم المقبل فسيكون رجلا عاقلا وناضجا. وقديما قال الحكماء: «لو دامت لغيرك لما وصلت إليك». دوّخْتونا في الوقت الذي ارتفع فيه فارق النقاط بين «برشلونة» و»ريال مدريد» إلى خمس نقاط، وهو رقم غير سهل، فإن إدارة «ريال مدريد» لا تبدو منشغلة كثيرا بهذا الفارق، بل هي منشغلة أكثر بأسماء اللاعبين الذين سيأتون إلى الفريق لاحقا. والغريب أن الأسماء كثيرة جدا إلى درجة تثير الحيرة. في «ريال مدريد» يتحدثون كثيرا عن اللاعب الفرنسي فرانك بلال ريبيري، الذي يلعب في «الباييرن» الألماني، ويقولون إنه آت لا محالة. وفي الوقت نفسه، فإنهم يقولون إن المفاوضات مفتوحة عن آخرها مع لاعب «أرسنال» سيسك فابريغاس، الذي عبر مؤخرا عن رغبته في الالتحاق بالفريق الإسباني. ومع هذا وذاك، هناك حديث قوي عن التعاقد مع النجم الإنجليزي واين روني، لاعب «مانشستر يونايتد»، وهناك كذلك حديث عن لاعب فريق «بلنسية» الإسباني دافيد فييّا، كما أن هناك مفاوضات جارية مع فريق «راسينغ سانتاندير» الإسباني لجلب لاعبه الموهوب سيرخيو كاناليس، الذي تتصارع عليه أيضا فرق إنجليزية شهيرة، كما أن عيون «ريال مدريد» مفتوحة عن آخرها على لاعب كوري موهوب في الثالثة عشرة من عمره واسمه شينغ هو، وهناك أحاديث أخرى عن لاعبين هنا وهناك، مع أنه في النهاية لن يتم التعاقد سوى مع لاعب أو اثنين في أقصى الحالات. المشكلة هي ما فائدة أن يجمع «ريال مدريد» كل هؤلاء النجوم، وفي النهاية يخرج من الليغا خاوي الوفاض وكأنه يلعب بنجوم عرج. «إبرا» عمره طويل يبدو أن أمام لاعب «البارصا» السويدي - البوسني إبراهيموفيتش مستقبل كروي طويل، وأنه لن يتقاعد في برشلونة كما يعتقد البعض، بل سيستمر في التنقل والترحال قليلا قبل أن تجف ركبتاه عن العطاء. إبراهيموفيتش، المعروف باسم «إبرا» على سبيل الدلع، يعيش اليوم سنته التاسعة والعشرين، وهو ما يجعله -في نظر البعض- على حافة التقاعد الرياضي، غير أن ممثله القانوني يقول إن اللاعب سيستمر في اللعب حتى سن السابعة والثلاثين أو أكثر بقليل، أي بعد أن يطل على عامه الأربعين، وهو ما يعني أنه لن يتقاعد في برشلونة كما يعتقد كثيرون. إبرا بدأ مسيرته الكروية الناجحة في سن متقدمة نسبيا بالمقارنة مع نجوم آخرين. وفي الوقت الذي تألق فيه ميسي، مثلا، وهو في السادسة عشرة من العمر، لم يشتهر إبرا عالميا إلا وهو في منتصف العشرينات من عمره، لذلك فإنه يريد أن يستمر لوقت أطول على ملاعب الكرة، أولا لكي يشبع غريزته الكروية حتى آخر رمق، وثانيا لكي يجمع من المال ما يكفيه لكي يعيش في بحبوحة، كما هي عادة كبار نجوم الكرة. إبرا كان أغلى صفقة في تاريخ النادي الكاتلاني، المعروف بكونه لا يدخل الصفقات الاستعراضية، وهو سيظل في برشلونة لبضع سنوات أخرى. وما يتمناه عشاق هذا اللاعب هو ألا تدفعه رغبته في الاستمرار إطالة عمره على الملاعب إلى السقوط في فخ اللعب مع فرق متواضعة تحطم بالكامل تاريخه الكروي.