سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوفا: وزراء اغتنوا ويجب أن يعيدوا ما سرقوه ولم أكن أتصور أن المغرب على حافة الإفلاس قال إن «كراطة» أوزين ظلم ووزراء «المصباح» أحرجوا زملاءهم بترك سيارات الدولة
كشف محمد الوفا، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالشؤون العامة والحكامة، أن عددا من الوزراء في حكومة عبد الإله بنكيران كانوا يتوجسون من زملائهم في العدالة والتنمية خلال الشهور الأولى من تشكيل الحكومة، مشيرا خلال لقاء جمعه بجمعية مغرب التنمية بالعاصمة الفرنسية باريس، أول أمس الأحد، أن وزيرا خارج العدالة والتنمية خاطبهم قائلا: «هاد اصحابنا (وزراء البيجيدي) كيحطو سيارة الحكومة نهار الجمعة، ويستعملونها يوم الاثنين، حينها قررنا أن نترك سيارات الوزارة في مقرات عملنا، وهذه ثقافة دخلت علينا». وبعد أن أوضح الوفا أن بنكيران «لم يعرف بشغفه بالسلطة، والكرسي، والسيارة، والأكل، والمسكن»، أكد أن المغاربة متأكدون بأن رئيس الحكومة ووزراءه نزهاء وأيديهم نظيفة من أي فساد. وأضاف أن ما يقال عن محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة الأسبق، «ظلم»، موضحا ذلك بالقول: «هاديك الكراطة اللي شفتو والله راها مصايبة للملعب»، لكنه «ارتكب أخطاء أدى ثمنها»، هو ووزير اشترى الشكلاط، يضيف الوفا، قبل أن يقول: «الوزراء السابقون ما كانوش كايشريو الشكلاط، بل كان داك الشي عندهم لا يتصور». وكشف الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالشؤون العامة والحكامة، أن وزراء «تغناو وكانشوفوهم في الشارع، وكايحمرو فيك عينيهم، ووحدين فيهم دخلو للأحزاب، وتيتكلمو على الفساد». قبل أن يضيف أن الفساد الأول هو «تردو للمغاربة داك شي اللي ديتو ليهم». وقال الوفا إن من حسن الأقدار أن رئاسة الحكومة «أعطاها الله لواحد السيد لديه مصداقية وله أخلاق». وأوضح الوفا أن بنكيران بمجرد تعيينه أصدر تعليمات بالوقوف على الوضعية الحقيقية للبلد، وقال: «لم أكن أتصور أن المغرب على حافة الإفلاس، وهذا ما قلناه للناس باش يكونو فاهمين، وعارفين فين غاديين»، قبل أن يضيف أن تصريح «البيجيدي» بأنه سيحقق نموا بنسبة 7 في المائة وكذا الاستقلال بأنه سيحقق نموا بنسبة 5 في المائة، «غير ذي أساس، ولا أعرف كيف سيحققون ذلك معا». وكشف الوفا أن نسبة عجز الميزانية الوطنية وصلت سنة 2012 إلى 7.2 في المائة، مشيرا إلى أن مداخيل الدولة لا تغطي مصاريفها العادية، كأجور الموظفين فقط، مشيرا إلى أن اللجنة وقفت على استهلاك صندوق المقاصة 57 مليار درهم، مما يعني أنه لا وجود للاستثمار، يضيف الوفا، قبل أن يقول: «ورثنا برامج تتطلب دعما كمخطط المغرب الأخضر، والبرنامج الاستعجالي في التعليم، وفي الطرقات»، وتساءل: «فين احنا غاديين؟ راه صندوق التقاعد في 2022 ما كنا غاديين نلاقو فيه والو باش نخلصو المتقاعدين». وقال الوفا إن هناك كلمة حق أريد بها باطل، حينما أشار إلى المديونية الخارجية، معتبرا أن الأخطر هو المديونية الداخلية، المتمثلة في القطاع البنكي والخزينة، واصفا إياها بمديونية «لا يمكن تصورها». وأضاف أن الحكومة وقفت هنا من أجل بناء تصور لتجاوز هذه الأزمة. وكشف الوفا أن الحكومة لم تجد خلال شهري يوليوز وغشت ما تسدد به أجور الموظفين، مضيفا أن رئيس الحكومة أرسله رفقة نجيب بوليف إلى أمريكا لطرح التدابير التي سيتخذها المغرب، وأن نزار البركة التقى بممثلي الأبناك، قبل أن يشير إلى أن الحكومة «دخلت في إصلاحات صعبة». وأوضح الوفا أنه ليس من السهل أن يزيد رئيس الحكومة درهمين على المغاربة في ثمن البنزين، ودرهما واحدا في الغازوال، مشيرا إلى أن بنكيران كان مستعدا لزيادة 4 دراهم، لكن تدخل بعض الوزراء حال دون اتخاذه هذا القرار، مبرزا أن رئيس الحكومة خاطبهم قائلا: «نزيدو دقة واحدة، راه المَعْيَار واخدينو واخدينو». وأكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالشؤون العامة والحكامة، أن التقاعد أمر ليس فيه حل، في الوقت الذي تستعد فرنسا لرفع التقاعد إلى 65 سنة، مكذبا ادعاءات النقابات برفض الحكومة التحاور مها، وقال إن «الحوار بالنسبة للنقابات هي أن يقبطو شي حاجة ويديروها في جيبهم»، مضيفا أن النقابات «تخاطبنا دائما بعبارة ديرو الإصلاح الشمولي»، واعتبر ذلك «تحرميات السياسة». وقال الوفا إنه لم تكن تربطه علاقة بعبد الإله بنكيران، وأنه تعرف عليه فعليا خلال لقائه بالقصر الملكي، رفقة عبد الله باها، الذي «لم يسبق لي أنه عرفته»، يقول الوفا، مشيرا إلى حدث بارز كان سببا في أن «نتصاحب أنا وعبد الإله بنكيران». إذ قال إنه بمجرد ما دخل قاعة في القصر الملكي، لمحت عيناه شخصا يجلس في آخر القاعة «زعر». وأضاف: «حينها قلت في نفسي إن بنكيران يمكن أن يكون أتى بهذا الشخص من قارة أخرى»، قبل أن يفاجأ باقتراب نجيب بوليف من الملك، ويرتفع صوت يقول: «الله يبارك في عمر سيدي، محمد نجيب بوليف وزيرا في حكومة جلالة الملك في الشؤون العامة». وأوضح الوفا أنه رفض الإدلاء بأي تصريح مباشرة بعد تعيينه وزيرا في الحكومة. لكن بنكيران الذي كان خلف ظهره دفعه كي يدلي «بشي كليمات، باش الناس يشوفو وجهك من جديد، راهم نساوك»، مضيفا أنه سارع إلى عبد الإله بنكيران كي يسأله من أي قارة أتى بنجيب بوليف.