تغرق مدينة الصويرة، إحدى الوجهات السياحية المغربية في الأزبال، لدرجة أنه لم يعد يجد سكان المدينة الهادئة والسياح الأجانب أي مكان يخلو من أكوام الأزبال. وحسب معلومات أفاد بها بعض سكان الصويرة، فإن المدينة صارت تعيش، بعد الإضرابات المتتالية لعمال شركة النظافة، تحت وطأة انتشار الأزبال بشكل كثيف، لدرجة أنه صار من غير الممكن دخول بعض الدروب والأزقة، خصوصا تلك الموجودة في المدينة العتيقة. وخلق الوضع الكارثي، الذي صارت تتخبط فيه مدينة الصويرة غضبا شديدا لدى سكان المدينة الذين يعتزمون تنظيم وقفات احتجاجية، وإعداد عرائض تطالب المجلس البلدي بالتدخل عاجلا لوضع حد لمعاناتهم. وفي الوقت الذي تضرر عدد من تجار المدينة العتيقة لمدينة «موغادور» من الروائح التي صارت تنبعث من أكوام الأزبال، علمت «المساء» أن عددا من الأطفال والشيوخ، صاروا يترددون على مستشفى سيدي محمد بن عبد الله، لتلقي الإسعافات الضرورية جراء إصابتهم باختناق وحساسية وضيق في التنفس، نتيجة الأوضاع الكارثية، التي تعيشها المدينة منذ شهر تقريبا. وفي الوقت الذي تبدو السلطات، ومعها المجلس البلدي، عاجزة عن وضع حد لأكوام الأزبال الذي تطوق عددا من الأزقة والدروب، صار الوضع فرصة لبعض السياح من أجل التقاط صور ل«متاريس» الأزبال، والمشاهد المخزية لمواطنين وهم يمُرّون فوق الأكوام العالية من الأزبال، تارة مصحوبين بدراجاتهم وتارة حاملين حاجياتهم. يأتي هذا، في الوقت الذي يخوض فيه عمال النظافة اعتصاما إنذاريا لمدة 24 ساعة بفضاء المجلس البلدي لمدينة الصويرة للتنديد بالوضع الاجتماعي المأساوي الذي يتخبطون فيه. وقال المعتصمون إن اعتصامهم جاء نتيجة تنكر السلطات المحلية للوعود التي قطعتها على نفسها، وعدم وفائها بالالتزامات التي سبق أن تعهدت بها. وهدد المعتصمون بتصعيد الاحتجاجات إلى الاعتصام رفقة ذويهم وأقاربهم وأفراد أسرهم ببهو المجلس البلدي للصويرة، في حال عدم تسوية وضعيتهم الاجتماعية وتوصلهم بمستحقاتهم كاملة. ويطالب المحتجون بضرورة توفير الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة الرياح للمعدات والتجهيزات، التي ترقى إلى مستوى آليات جمع النظافة بدل «البريكولاج». هذا، وعلمت «المساء» أن تدخلات أجريت لتفادي تطور الوضع بعد أن تمت بالاستعانة بعربات مجرورة لنقل الأزبال بكل من سوق واقا، والسوق الجديد، لكن العمال تدخلوا واعتبروا أن هذا الحل ترقيعي يستوجب حل المشكل الرئيسي المتمثل في إعادة النظر في وضعيتهم.