تعامل السلطات الصحية ومكتب السلامة ومهنيي القطاع مع انتشار فيروس «أنفلونزا الطيور»، في العديد من الضيعات بالمغرب، مثير للتساؤل، ففي الوقت الذي كان من المفروض أن يتم وضع العديد من المناطق تحت الحجر وأن يمنع تسويق منتوجات الدواجن، فضلت الجهات المعنية نهج أسلوب تطمين المواطن وحثه على الاستمرار في استهلاك البيض ولحوم الدواجن، وذلك في خطوة تروم فقط الحفاظ على المصالح المادية للوبيات القطاع. هذا التوجه ظهر جليا من خلال البلاغ الذي أصدرته الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، أول أمس الاثنين، والذي حاولت فيه التخفيف من الأزمة التي تضرب القطاع، مؤكدة أن فيروس H9N2 يصيب الدواجن بالخصوص ولا ينتقل إلى الإنسان، كما أن استهلاك لحوم الدواجن والبيض لا يشكل بتاتا أي ضرر على المستهلك. والمثير في بلاغ الفدرالية أنه حاول الحجر على باقي المهنيين، الذين أقروا بانتشار المرض في ضيعاتهم وبخطورة الوضع، حيث أكدت الفدرالية أنها الممثل القانوني الوحيد لقطاع الدواجن في المغرب المعترف به لدى السلطات الوصية، والذي له كامل الصلاحية للتكلم باسم ولحساب مهنيي قطاع الدواجن. إن الوضعية الوبائية لانتشار «أنفلونزا الطيور» بالمغرب مقلقة للغاية، وإصرار السلطات والجهات المعنية على التلاعب بصحة المغاربة أمر خطير للغاية. ولهذا، فجميع المتدخلين في القطاع يجب أن يتحملوا مسؤوليتهم الأخلاقية كاملة، وأن لا تحول لغة المال والمصالح دون اتخاذ الإجراءات التي من المفروض أن يتم العمل بها في مثل هذه الظروف.