أصدرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أمس الأربعاء، بلاغا رسميا تعلن فيه إقالة الناخب الوطني بادو الزاكي من مهامه. وعدد البلاغ الأسباب التي دفعت الجامعة إلى اتخاذ قرار إقالة الزاكي، الذي سيتم تعويضه بالمدرب الفرنسي هيرفي رونار، حيث بررت الأخيرة قرار إقالته من منصبه بدعوى عدم حصول الانسجام بينه وبين الطاقم المساعد، بالإضافة إلى بروز خلافات بينه وبين بعض اللاعبين. وسرق خبر إقالة الناخب الوطني بادو الزاكي وتعويضه بالفرنسي هيرفي رونار الأضواء من الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي انعقد مساء الاثنين بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات. وانصرف المشاركون في أشغال الجمع العام إلى التداول في صحة الخبر من عدمها، بين مؤيد لقرار المكتب المديري للجامعة ومعارض له، وبين من رأى أن القرار لم يتخذ في الوقت المناسب، في نفس الوقت الذي كانت فيه أشغال الجمع العام مستمرة، إذ لم يعر المشاركون فيه أي اهتمام لما تضمنه التقريران الأدبي والمالي، ولم يناقشوا مضامينهما، قبل أن تتم المصادقة عليهما في النهاية بالإجماع ودون تحفظ. ومنذ أزيد من عامين، ظل خبر تعيين الفرنسي هنري رونار، ناخبا وطنيا، يتردد بين الفينة والأخرى، لكن ليلة الثلاثاء، كان الخبر الذي خرج من الجمع العام للجامعة مؤكدا، رغم أن رئيس الجامعة ومسؤولين آخرين سارعوا إلى إطلاق تصريحات صحفية، لم تنف الخبر، لكن أيضا لم تؤكده، قبل أن يتم الإعلان عن عقد اجتماع هام صبيحة أمس الأربعاء. وأكدت مصادر مطلعة أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، سبق له أن التقى منذ فترة ليست بالقصيرة بالمدرب الفرنسي. وأضافت أنه عقب المباراة التي جمعت المنتخب المغربي بمنتخب غينيا الاستوائية، منتصف شهر نونبر الماضي، التقى رئيس الجامعة بالمدرب الفرنسي ووضعا النقط على الكثير من التفاصيل، وأهمها أنه على المدرب الفرنسي انتظار لحظة إقالة الناخب الوطني بادو الزاكي بشكل رسمي، لكن مضمون الاتفاق كان يقضي أيضا بأن يبدأ هيرفي رونار فعليا استعداداته لمباشرة مهامه، حيث سبق له أن تابع أشرطة مباريات المنتخب الوطني، في الوقت الذي رفض العديد من العروض التي تلقاها مؤخرا. وفي هذا اللقاء تم، أيضا، الاتفاق أن يتولى الناخب الفرنسي مهام الإشراف على المنتخب الوطني الأول والمحلي، وأيضا الأولمبي، على أن يساعده طاقم تقني، يتم اختياره بناء على اتفاق بين رئيس الجامعة والمدرب. في سياق متصل، لم يتردد المدرب الفرنسي في العديد من المناسبات في التصريح بأنه يسعى إلى قيادة «أسود الأطلس»، إذ ظل يقول في كل مرة إن المنتخب الوطني من أكبر المنتخبات الكروية على المستوى القاري، وإن تدريبه سيكون علامة فارقة في مساره المهني. «تدريب أحد المنتخبات الكبيرة في إفريقيا سيزيد من شهرتي خاصة في فرنسا، تدريب المنتخب المغربي شيء رائع»، هكذا ظل يتحدث المدرب الفرنسي الذي كان –تقريبا- مدربا مجهولا عندما قاد زامبيا للفوز بكأس الأمم الإفريقية 2012، قبل أن يصبح لاعبا معروفا، بل دخل في وقت سابق سباق التنافس لتدريب المنتخب الفرنسي. وعين بادو الزاكي في ماي 2014 ناخبا وطنيا، بعد أن كان مرشحا لشغل هذا المنصب إلى جانب الفرنسي هيرفي رونار، والهولندي ديك ادفوكات والإيطالي المخضرم جوفاني تراباتوني. وأشرف الزاكي (57 عاما) على منتخب المغرب بين عامي 2002 و2006 وقاده إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2004 عندما خسر ضد تونس. كما كان الزاكي أحد أبرز لاعبي المنتخب في كأس العالم 1986 في المكسيك عندما بلغ الدور الثاني وخسر بصعوبة ضد ألمانيا الغربية بهدف مقابل لا شيء. أما هيرفي رونار (48 عاما) فبدأ مساره الرياضي الاحترافي لاعبا ضمن فريق كاين ومنه انتقل إلى سطاد فالوريس، قبل أن يلتحق بنادي ديركانكون الذي أشرف على تدريبه في أول محطة تدريبية له. بعد ذلك، عمل مدربا مساعدا في الصين وإنجلتر ومع كلود لورا الذي كان يتولى تدريب المنتخب الغاني ليعمل مدربا للمنتخب الأنغولي، قبل أن يشرف على تدريب المنتخب الزامبي، بتوصية من كلود لوروا، الذي قاده للفوز بكأس إفريقيا للأمم. وقضى رينار فترة قصيرة مع سوشو في الدوري الفرنسي موسم 2013-2014 وترك الفريق على أعتاب الهبوط، لكن خسارة الفريق في الجولة الأخيرة على أرضه دفعت بالنادي إلى الدرجة الثانية.