كشف أمين عام حزب سياسي «فتي» بالمغرب، لأول مرة، عن الطريقة التي باشر بها وزير الخارجية، الطيب الفاسي الفهري، سياسة «التواصل» مع الأحزاب السياسية إبان أزمة ما يعرف بقضية أمينتو حيدر. وقال أحمد فطري، أمين عام حزب الوحدة والديمقراطية المنشق عن حزب الاستقلال، إن الفاسي الفهري عمد في فاتح يناير الجاري، عبر مكالمات هاتفية، إلى دعوة أمناء عدد من الأحزاب السياسية في وقت متأخر من الليل لإخبارهم بضرورة الحضور إلى اجتماع بمقر الوزارة ل«التداول» في قضية حيدر، واصفا هذه الطريقة في استدعاء رؤساء الأحزاب ب«المزاجية» و»العبث»، متهما وزير الخارجية بالاستخفاف بالقضية الوطنية. ويبدو أن عدم إشراك الحزب في هذا الاجتماع، الذي عقد في وقت متأخر من الليل، كان من بين الدوافع التي حذت بأمين عام حزب الوحدة والديمقراطية إلى اللجوء إلى مصطلحات نارية لتوجيه انتقاداته لوزارة الطيب الفاسي الفهري إبان أول تجمع يعقده الحزب بفاس بعد حادث حيدر، والذي خصصه صباح أول أمس الأحد للإعلان عن تأسيس رابطة مستشاريه الجماعيين. فقد وصف هذه الوزارة بالضعف والتخلف. وقال فطري إن الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني مدعوة إلى اعتماد ديبلوماسية موازية تتجاوز هذا «الضعف والتخلف». ولم تقتصر انتقادات أمين عام «المنشقين» عن حزب الاستقلال على وزير الخارجية، فقد وجه سيلا من الانتقادات لحكومة عباس الفاسي، منددا بالاعتقالات والمتابعات القضائية التي تطال بعض المنابر الإعلامية بسبب ما سماه بالآراء التي تعبر عنها. فيما أشاد فطري بالخطاب الملكي حول الجهوية المتقدمة، معتبرا إياه يشكل وثيقة تاريخية حول تطور المملكة وتعزيز الديمقراطية، مشيرا إلى أن التطبيق الجيد للجهوية المتقدمة يتطلب أيضا توسيع اختصاصات مجالس الجهات. وبالرغم من أن تاريخ الانشقاق عن حزب الاستقلال يعود إلى ما يقرب من 3 سنوات، فإن حزب الوحدة والديمقراطية لم يحصل على الترخيص القانوني إلا في السنة الماضية. وأفضى خوضه الانتخابات الجماعية ل12 يونيو الماضي إلى حصوله على ما يقرب من 84 مستشارا جماعيا على الصعيد الوطني.