قبل مباراة فريقي الدفاع الجديدي والجيش الملكي التي جمعت الفريقين يوم السبت الماضي ضمن منافسات الجولة 14 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، عاش الفريق الدكالي على وقع مشاداة بين يوسف السفري مساعد المدرب جمال السلامي، والحارس خالد العسكري، وهي المشاداة التي كادت أن تتطور إلى الأسوأ لولا تدخل اللاعبين. لم يحسم الفريق الدكالي في الملف، لكن المدرب جمال السلامي قرر منع العسكري من إجراء التداريب رفقة الفريق، مثلما قرر عدم إشراكه في مباراة الفريق أمام الجيش الملكي، وهي المباراة التي خسرها الفريق الدكالي بثلاثة أهداف لاثنين. أول أمس الأحد تواصل منع الحارس العسكري من إجراء التداريب رفقة فريقه، أما يوسف السفري مساعد المدرب فمباشرة بعد خلافه مع العسكري توجه إلى مدينة الدارالبيضاء وأغلق هاتفه النقال، ولم يحضر لتداريب الفريق طيلة ثلاثة أيام، قبل أن يتدخل السلامي ليطلب منه الحضور يوم المباراة. في هذه الواقعة لابد من إثارة الانتباه إلى جملة الملاحظات، إذا كان العسكري قام بسلوك غير رياضي في حق مساعد المدرب يوسف السفري، فإن ذلك أمر مرفوض، ولا شك أن الفريق لديه آلياته ووسائله ليعاقب اللاعب، علما أن «أفضل» وسيلة لعقاب اللاعب هي الغرامات المالية. لقد اعتذر العسكري عن السلوك الذي بدر منه تجاه السفري، وهذه خطوة جيدة، لكن غير المفهوم هو استمرار منع السلامي للحارس من إجراء التداريب، وغير المفهوم كذلك، هو تلكؤ المكتب المسير في الحسم في الملف، ذلك أنه يمكن أن يتخذ القرار المناسب ويطوي الموضوع، ثم يبدأ الفريق رحلته من جديد لتوحيد الصفوف، بدل أن يجد نفسه يعيش على وقع هذا مشكل تسبب له في خسائر كبيرة. العسكري ليس المذنب الوحيد في هذا الملف، فيوسف السفري الذي عرفناه لاعبا جيدا سواء مع الرجاء أو مع المنتخب الوطني أو هو يخوض تجارب احترافية عديدة، أخطأ هو الآخر، هو الذي مازال في بداية مساره في عالم التدريب، ذلك أنه لم يكن مقبولا أن يدخل في مشاداة مع الحارس، وأن يكسر هاتفه النقال، ثم يتغيب بعد ذلك عن تداريب الفريق. والسؤال هل لو كان السفري مساعدا للمدرب في فريق آخر غير الدفاع الجديدي هل كان سيتغيب عن التداريب لثلاثة أيام، والفريق مقبل على مباراة مهمة، وهل كان سيغلق هاتفه النقال، ثم يحضر فقط يوم المباراة. لقد أخطأ السفري بدوره في هذا الملف، لأن العقد الذي يربطه بالدفاع الجديدي يفرض عليه الحضور للتداريب لا أن يتخلف عنها بدون مبرر. هنا على المكتب المسير أن يكون حازما، ذلك أنه ملزم بتسليط عقوبات مالية على السفري كذلك، وإلا فإن الفريق سيتحول إلى حائط قصير سواء للاعبين أو المدربين أو المساعدين، فالسلامي أو السفري إذا لم ينجحا غدا في مهامهما فإنهما سيحزمان حقائبهما ويغادران، أما من سيدفع الثمن فهو الفريق وجمهوره.