ناقش برنامج «المساءات الإذاعية» في حلقته ليوم الاثنين 28/12/09، على أمواج الإذاعة الوطنية، حصيلة الحكومة الاقتصادية لسنة 2009. لأجل ذلك، استضاف البرنامج الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة نزار بركة، ممثلا للحكومة، ولحسن الداودي، ممثلا لفريق العدالة والتنمية –المعارضة– في حين غاب حميد نرجس، الذي كان من المفترَض أن يمثل المعارضة عن فريق الأصالة والمعاصرة. وحضر أيضا عبد السلام الصديقي، ممثل التقدم والاشتراكية.. هذا البرنامج الذي قدمته الإذاعة المغربية يأتي في إطار تنفيذ التزامها بدفتر التحملات بشأن توفير الخدمة العمومية، وقد كان النقاش حادا بين نزار بركة ولحسن الداودي، إذ أشار الوزير في تقديم حصيلته إلى أن نسبة النمو خلال السنة التي ودعناها قبل أيام كانت جيدة وتمثلت في 5.3 في المائة، رغم الأزمة المالية العالمية. وهذا يدل على استراتيجية الحكومة التي تميزت بالاستباقية. كما أن الحكومة، من خلال إجراءاتها، حسنت القدرة الشرائية للمواطن، من خلال الرفع من الأجور، عبر تخفيض الضريبة على الدخل والزيادة التي تراوحت بين 10 في المائة و40 في المائة. كما ارتفع الأجر الأدنى إلى 2480 درهماً، عوض 1600 درهم. وتم إعفاء حوالي 500 مواطن من الضريبة على الدخل، في حين أن 53 في المائة من المواطنين لم يعودوا يؤدون الضرائب على الدخل. وهذا ما عارضه لحسن الداودي، من خلال انتقاده لنزار بركة، قائلا إن الحكومة لم تكن لديها خطة استباقية وإلا ظهرت مؤشراتُ ذلك من خلال القانون المالي لسنة 2009، حيث إن وزير المالية كان قد صرح في أكثر من مناسبة بأن المغرب لا يعاني من أي أزمة، أزمة كانت لها الحكومة بالمرصاد، حسب الوزير المنتدب نزار البركة. وجاء التقرير المالي بتوقعات ب25 في المائة على مستوى موارد الخزينة من الضرائب، في حين تفيد التقارير نهاية السنة بأن الخزينة تتوفر على ناقص 15 ملياراً، بالإضافة إلى أن التوقعات جاءت عكس ما أفاد القانون المالي، سواء في موارد السياحة أو في تحويلات الجالية المغربية من الخارج، وبأن نسبة 5.3 في المائة هي خارج التوقعات. ويعود السبب في ذلك إلى الظروف المناخية التي ساهمت في إعطاء محصول فلاحي جيد. وهذا ما آثار جدلا داخل البرنامج لم نره في إعلامنا المرئي منذ زمن طويل واستحسنه مستمعو الإذاعة الوطنية التي تتوفر على كفاءات يجب الانتباه إليها وإيلائها المزيد من العناية والاهتمام، من خلال التأطير والتكوين المستمر والمتجدّد، لنرقى بمنتوجنا الإذاعي إلى مستوى يرضي طموح المواطن المغربي الذي فقد الأمل في قنواته العمومية التي تسبح ضد التيار وتغفل، في ما يشبه إصراراً غريباً لدى القائمين عليها، على تيئيس المغاربة وجعلهم يفقدون الأمل في إمكانية «صحوة» هذا الإعلام المرئي من «بياته» الذي يبدو أنه استأنس بأجواء «النوم في العسل» أكثر مما ينبغي.. إعلام مرئي متجمّد وبعيد كل البعد عن مطارحة هموم وانشغالات شرائح واسعة من المغاربة الذي وجدوا دوما في أمواج الإذاعة «بديلا» عن «تلفزة» شاخت ببرامجها المثيرة للسخرية والشفقة أكثرَ من إثارتها لاهتمام وتتبّع مشاهدٍ انفتحتْ أمامه آفاق جديدة وتوفرت لديه وسائل تكنولوجية وبدائل عديدة تشبع ظمأه إلى الخبر وتطلعه إلى المعلومة في زمن لم يعد بالإمكان الضحك على الذقون ببرامج تافهة وفارغة شكلا ومضمونا، وبمسلسلات موغلة في البعد عن مجتمعنا المغربي، سواء كانت هذه المسلسلات مكسيكية، كورية، تركية أو حتى صينية...