يخوض محمد الحداد، المولود بمدينة تطوان، والبالغ من العمر 42 سنة، أسبوعه الأول من الإضراب عن الطعام داخل مركز الإيواء المؤقت للمهاجرين بسبتة المحتلة، للاحتجاج ضد رفض الحكومة الإسبانية منحه حق اللجوء السياسي وكذا إبعاده عن الأراضي الإسبانية، بعدما اتهم خطأ في تفجيرات مدريد بتاريخ 11 مارس 2004، وبعد أن أطلق سراحه بدون محاكمة بعد تحقيق طويل، والتأكد من عدم وجود بصماته وحمضه النووي في مسرح الجريمة. ترحيل محمد الحداد نحو المغرب كان مقررا يوم 25 من شهر دجنبر 2009، ولكن قيام محاميه بالطعن في قرار الحكومة الإسبانية أجل إبعاده عن الأراضي الإسبانية. محمد الحداد صرح لجريدة «المساء» بأنه يخضع لفحص طبي منتظم من طرف طبيب المركز، وأكد أنه قد أنهك بواسطة الإضراب المستمر عن الطعام، وأنه أصبح يتحرك بصعوبة، لاسيما وأنه يكتفي بالماء الممزوج بالسكر. من جانب آخر، أكد محمد الحداد أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد راسلت بشأن قضيته رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس ثاباتيرو تشرح له فيها المعاناة التي تعرض لها، ولاسيما اعتقاله لمدة 45 يوما بمعتقل تمارة من طرف المخابرات المغربية، وأكدت له في نص الرسالة أن المعني بالأمر كان يقيم في مدينة مدريد بصفة قانونية لمدة 14 سنة، وكان يشتغل فيها في ظروف طبيعية، مطالبة في نهاية الرسالة بوقف مسطرة ترحيل الحداد إلى المغرب. محمد الحداد متزوج وله ابنتان تعيشان في مدريد، وهو يقيم في مركز الإيواء المؤقت للمهاجرين منذ شهر يونيو المنصرم، حينما اجتاز الحدود المغربية بسبتة المحتلة، واتجه إلى أقرب مركز للشرطة الإسبانية طالبا منحه اللجوء السياسي. إلا أن وزير الداخلية الإسباني رفض إصدار قرار بهذا الشأن لانعدام الشروط الضرورية، ولاسيما المتعلقة منها باعتقاله لأسباب سياسية أو حقوقية تهم الرأي العام. محمد الحداد الذي كان يقيم في مدينة تطوان منذ تبرئته من الضلوع في الشبكة الإرهابية التي قامت بتفجير قطارات مدريد يأمل، في حالة عدم منحه حق اللجوء السياسي، أن يحصل على تأشيرة لدخول الأراضي الإسبانية. ويستنكر المجمتع المدني بتطوان سياسة التمييز والإقصاء الممنهج التي تنهجها السلطات الإسبانية في التعامل مع المغاربة، في الوقت التي صعدت احتجاجها ضد المغرب في قضية أمينتو حيدر، وأعطتها هالة سياسية وحقوقية كبيرة، بينما يعاني محمد الحداد جراء حرمانه من العيش وسط أفراد أسرته المقيمة في مدريد.