حسمت النتائج المخبرية التي أجريت على عينات من الوجبات الغذائية التي تناولها نزلاء ونزيلات القسم الداخلي بالثانوية التأهيلية بمدينة أزرو، يومي الأربعاء 21 و22 أكتوبر الجاري، في قضية «التسمم الجماعي» التي قيل إنها كانت السبب في وفاة تلميذ، وإصابة آخر بحالة شلل، وإدخال 8 نزلاء آخرين، من أصل حوالي 390 نزيلا، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للمدينة. وأكدت وزارة التربية الوطنية بأن نتائج التحاليل تؤكد «الخلو التام لهذه المواد الغذائية من أي عوامل أو مسببات للتسممات الغذائية». فيما يرتقب أن يقدم التشريح الطبي معطيات حول الأسباب الحقيقية للوفاة. وتبين من خلال المعطيات أن الحالات الثمانية أصبن بحالات هستيرية نتيجة الرعب والهلع الذي خلفته وفاة التلميذ الذي يدعى قيد حياته حمزة الركراكي، كما أظهرت المعطيات ذاتها بأن حالة الشلل التي أصيب بها تلميذ آخر لا علاقة لها بأي تسمم، وإنما هي حالة مرضية، بحسب إفادات الأطباء المعالجين. وكانت قضية التسمم الجماعي لتلاميذ القسم قد هزت، في وقت سابق، المدينة، وأخرجت تلاميذ المؤسسة، رفقة آبائهم للاحتجاج، والمطالبة بفتح تحقيق حول هذه القضية، فيما تعرض ثلاثة صحافيين من القناة الثانية لاعتداء حراس الأمن الخاص بالمستشفى، وهم بصدد إعداد تقرير مصور، حول تطورات القضية، قبل أن يواجهوا بالمنع، وتكسير تجهيزات معدة للتصوير. وحظيت وفاة التلميذ حمزة الركراكي الذي كان يقيم بالقسم الداخلي للثانوية التأهيلية محمد الخامس، ويتابع دراسته بمستوى جدع مشترك آداب وعلوم إنسانية، بمتابعة إعلامية كبيرة، وتم الربط بين وفاته في قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بمكناس يوم الاثنين 19 أكتوبر الحالي وبين تسمم الوجبات الغذائية التي تقدم للتلاميذ بالقسم الداخلي للمؤسسة، لكن المعطيات الرسمية التي نشرت، بعد إجراء تحريات حول القضية، أظهرت أن التلميذ كان في خرجة كبرى خلال عطلة فاتح محرم الموافق ليوم الخميس 15 أكتوبر الجاري، ورجع مساء هذا اليوم إلى القسم الداخلي، وهو يشكو من حالته الصحية لزملائه. وأكدت وزارة التربية الوطنية، في بلاغ صحفي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن التلميذ المتوفى لم يتناول وجبة العشاء، حسب تصريحات معلمي الداخلية، وبعض زملائه من التلاميذ الداخليين، وكذا تقرير رئيس المؤسسة. وأصيب التلميذ المتوفى في وقت متأخر من الليل بوعكة صحية نقل على إثرها من داخلية الثانوية إلى قسم المستعجلات التابع للمستشفى الإقليمي لمدينة أزرو، ومنه نقل في نفس اليوم إلى مستشفى محمد الخامس حيث وافته المنية. ويرتقب أن يزيل التشريح الطبي الغموض عن الملابسات الحقيقية للوفاة. وأثار حادث الوفاة الهلع في صفوف تلاميذ القسم الداخلي بالثانوية، مما نتج عنه تعرض 8 تلميذات داخليات مساء يوم الخميس لحالات هستيرية، حسب تصريحات وإفادات الأطباء الذين عاينوا هذه الحالات، بعدما جرى نقلهن إلى قسم المستعجلات للمستشفى الإقليمي للمدينة، لتلقي العلاجات اللازمة، وأكدت وزارة التربية الوطنية بأن هذه الحالات لا علاقة لها بأعراض التسمم الغذائي. وتبين بأن حالة الشلل التي أصيب تلميذ آخر لا علاقة لها أيضا بأي تسمم غذائي، لأنه، بحسب الأطباء المعالجين، يعاني من حالة مرضية لا علاقة لها بتناول وجبة غذائية مشكوك في سلامتها.