استنفرت أسر الطلبة المعتقلين بمراكش المصالح الأمنية بعد تنظيمها لمسيرة من العديد من المدن صوب مدينة مراكش، فرغم منع حافلتين كانتا تقلان بعض المشاركين في المسيرة التضامنية التي نظمتها الهيئة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين، ظهر أول أمس الأحد بمراكش، فقد عرفت الوقفة حضورا مكثفا للطلبة المنتمين لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي، وأسر الطلبة المعتقلين بينهم أسرة زهرة بودكورة وأسرة مريم باحمو، وقد ردد المتظاهرون شعارات مطالبة بإطلاق سراح الطلبة المعتقلين بكل من سجني بولمهارز بمراكش وسجن عين قادوس بفاس. ونددت اللجنة الشبيبية من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالمغرب بالهجوم على فئات واسعة من المجتمع، مشيرا في بلاغ لها حصلت «المساء» على نسخة منه، إلى المواجهات التي شهدتها كل من صفرو وسيدي إيفني وبوعرفة ومراكش وفاس وتازة، وأشارت اللجنة إلى أن الهجوم «لم يقتصر على الحركات الاحتجاجية بل شمل مجموعة من الصحفيين لمجرد تعبيرهم عن آراء مختلفة، فكان نصيب عدد كبير منهم أحكاما سريالية». وأدانت اللجنة التدخلات العنيفة التي تتعرض لها الحركة الطلابية في كل من مراكش وفاس وأكادير، وكذا الوضع الصحي «الخطير» الذي يعيشه الطلبة المعتقلون، وأشار البيان إلى أن المعتقلة زهرة بودكور، أصيبت بمرض في الرحم إضافة إلى داء السكري الذي ألم بها، إضافة إلى أمراض جلدية. وطالبت والدة زهرة بودكور، في حديث ل «المساء» بإطلاق سراح ابنتها وكافة الطلبة المعتقلين، مؤكدة أن اعتقالهم كانت له نتائج سلبية على الأسر، مشيرة في هذا الصدد إلى أنها اضطرت إلى اكتراء بيت صغير في مراكش من أجل زيارة ابنتها في سجن بولمهارز تاركة زوجها وأبناءها الآخرين. هذا وقد عرفت منطقة باب دكالة بمراكش تطويقا أمنيا كبيرا بعد أن تظاهر المئات من الطلبة وأسر المعتقلين أمام مقر الحزب الاشتراكي الموحد، ظهر يوم السبت الماضي، وقد طلب المسؤولون الأمنيون من المشرفين تفريق التجمع قبل التدخل، على اعتبار أن الوقفة «بدون ترخيص»، يقول مصدر جيد الإطلاع ل «المساء». وقد زاد من درجة الاستنفار الأمني الذي شهدته منطقة باب دكالة تزامن المسيرة الاحتجاجية مع الملتقيات الدولية، التي تحتضنها مراكش آخر الأسبوع الماضي أبرزها الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية، الذي اختتمت أشغاله يوم السبت الأخير.