خطف المغربي بدر هاري، البطل العالمي في رياضة الكيغ بوكسينغ، الأنظار قبل عيد الأضحى المبارك، عندما تبرع بمائتي أضحية على الفقراء والمحتاجين، حرص شخصيا على توزيعها على المستفيدين، حيث بدت الفرحة تنط من عيون الأطفال، علما أن هذه المبادرة ليست الأولى التي يقوم بها هاري. خلف تبرع بدر هاري ردود فعل إيجابية، ثمنت المبادرة وجعلت الكثيرين يشيدون بها، ويعتبرونها بادرة حسنة، كما فتحت النقاش حول الدور المفترض للرياضيين في الأعمال الخيرية. بدر هاري هو اليوم رقم صعب في معادلة فنون القتال، إنه بطل من طراز نادر، ومبارياته تستقطب حضورا جماهيريا كبيرا ومتابعة قياسية خلف شاشات التلفزيون. لقد رأى هاري النور بمدينة أمستردام الهولندية، وتربى وعاش هناك، قبل أن يبزغ نجمه، ويتحول إلى بطل يمثل المغرب في المحافل الدولية. لقد عاش بدر هاري فترة طويلة في هولندا، قبل أن يعود إلى مدينة القنيطرة، مدينة الجذور العائلية، ومع ذلك فإن الفتى لم يكن يفوت أي فرصة للتضامن أو المساهمة في الأعمال الخيرية، وهو الأمر الذي ظل يثير الإعجاب. لقد فتح بدر هاري النقاش حول مساهمة الرياضيين المغاربة في الأعمال الخيرية، وجعل علامات استفهام تطرح حول سبب إدارة العديد من الرياضيين المغاربة لظهورهم للأعمال الخيرية، رغم أنهم يتوفرون على أرصدة مالية ضخمة. لقد اعتاد بعض الرياضيين ممن يتبجحون بأنهم رفعوا راية المغرب عاليا، على الحصول على الامتيازات، فمن الوظيفة/ الشبح مرورا ب»الكريمات» والبقع الأرضية والفلاحية، والجمعيات الوهمية التي تدر عليهم المال تبدو قائمة الامتيازات كبيرة جدا، لكن للأسف الشديد فإن لا أحد من هؤلاء حاول أن يدرك أن مهمة الرياضي والبطل على وجه الخصوص ليست الحصول على الامتيازات فقط، بل إن صورته الرمزية التي تتشكل في أذهان المتتبعين والجمهور، تجعل من الواجب عليه أن يقوم بأعمال خيرية وإنسانية نبيلة، تخدم المجتمع، وتدفع الآخرين إلى أن يحذو مثله. لاحظوا كيف أنه هناك في العالم المتحضر، فإن الرياضي يحرص على المشاركة في الأعمال الخيرية والتبرع، بل إن في إفريقيا أيضا هناك رياضيون عاشوا الفقر والحرمان واليتم، قبل أن يتحولوا إلى نجوم في عالم الرياضة، يحرصون على المساهمة في الأعمال الخيرية، بل إن بطلا كالإثيوبي هايلي جيبرا سيلاسي قام بتشييد أكاديمية لألعاب القوى من ماله الخاص، ناهيك عن ما ظل يقوم به جورج وياه لصالح بلده ليبيريا، والقائمة طويلة.. لدينا نحن يبدو أن أبطالنا من ورق، ذلك أنهم يدافعون عن امتيازاتهم الخاصة فقط، ويطلبون المزيد، كما لو أنهم يخشون أن يصيبهم الفقر من جديد. لا نعرف أي مس أصاب هؤلاء الأبطال، الذين يحرصون بلا وعي على أن يقدموا أنفسهم على أنهم في حاجة إلى من يتصدق عليهم..