بانتخاب رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء تكون الدارالبيضاء، على غرار باقي مدن المملكة، أسدلت الستار على مسلسل الانتخابات الجماعية، لتبدأ معركة جديدة مرتبطة بتنفيذ ما سبق أن وعد به المنتخبون عموم المواطنين البيضاويين، وستكون الشخصيات التي تحملت مأمورية التسيير أمام امتحان عسير وستتم محاكمتها من قبل المواطنين بعد ست سنوات، (موعد إجراء الانتخابات الجماعية المقبلة)، وستكون في مواجهة مع سكان المدينة الذين ينتظرون إقلاعا حقيقيا لمدينتهم ومصالحة مناطقها الهامشية مع المركز. وقد أفرزت الانتخابات الجماعية في الدار البيضاء خريطة جديدة بأسماء جلها جديدة، فعلى مستوى جماعة الدارالبيضاء، فرئيسها هو عبد العزيز عماري، أما مجلس عمالة الدارالبيضاء فسيسيره زميله في الحزب نجيب عمور، الذي كان يشغل في التجربة السابقة رئاسة مجلس مقاطعة الحي الحسني. وقد تمكنت العدالة والتنمية من وضع يدها على جل المقاطعات، حيث سيترأس مقاطعة اسباتة، التي توجهت لها الأنظار بشكل كبير خلال التجربة الجماعية السابقة بسبب الحرب بين كريم غلاب ورضوان المسعودي، سعيد الكشاني، عن حزب العدالة والتنمية، في حين احتفظت مقاطعة ابن امسيك برئيسها السابق محمد جودار، الذي تمكن من الحفاظ على مكانته رغم الاكتساح الأخير لإخوان بنكيران للدارالبيضاء. وإذا كان جودار استطاع أن يحافظ على رئاسة مجلس مقاطعة ابن امسيك، فإن مصطفى الحايا بدوره تمكن من البقاء على رأس مقاطعة مولاي رشيد، أمام المفاجأة التي ما تزال تثير الكثير من الجدل، في رئاسة محمد معايط لمقاطعة سيدي عثمان، حيث كان محمد الحدادي، الرئيس السابق يطمع في كرم العدالة والتنمية من أجل تثبيته على رأس المقاطعة، لكن لم يحصل ذلك، حيث تم وضع الثقة في واحد من المجربين في العدالة والتنمية وهو محمد معايط، الذي يعد واحدا من الوجوه التي خبرت شؤون التدبير المحلي في المدينة. وقطعت الفداء علاقتها مع سعيد حسبان، فبعد الجدل الكبير الذي كانت تعرفه هذه المقاطعة خلال السنوات الماضية جاءت الانتخابات الجماعية لتحسم في هذا الجدل وتضع حدا لرئاسة حسبان لهذه المقاطعة، حيث سيترأس مجلسها في السنوات المقبلة، الفاضمي الرميد، عن حزب العدالة والتنمية. أما بخصوص المقاطعات التي كانت في ظل نظام الجماعات الحضرية تعد من المناطق المرضي عنها، فإنه في مقاطعة أنفا استطاع محمد الشباك عن حزب التجمع الوطني للأحرار رئاستها وسحب البساط من تحت المرأة القوية في حزب الاستقلال ياسمينة بادو، والمعاريف سيتم تسييرها من قبل العدالة والتنمية في شخص واحد من الأسماء التي يعول عليها الحزب كثيرا في الدارالبيضاء وهو عبد الصمد حيكر. وبخصوص مقاطعة عين الشق التي كانت تعتبر من دوائر الموت في الدارالبيضاء، فإن رئيس جهة الدارالبيضاء السابق شفيق بنكيران وجد نفسه خارج السباق بعدما تم حسم المعركة لفائدة عبد المالك لكحيلي، عن حزب العدالة والتنمية، وفي البرنوصي فإن عبد الكريم الهويشري، عن الحزب نفسه هو الذي سيترأسها. أما مقاطعة مرس السلطان التي كانت تثير الجدل خلال التجربة الجماعية السابقة، فإن الأحرار تمكنوا من الظفر برئاستها في شخص زكرياء بنكيران. ورغم الجدل الكبير الذي عرفه انتخاب رئاسة عين السبق، فإن حسن بنعمر، عن حزب التجمع الوطني للأحرار ربح الرهان في الأخير وتمكن من رئاستها، وقد تمكن نور الدين قربال، عن العدالة والتنمية من رئاسة مقاطعة الصخور السوداء، وزميله في الحزب رشيد جيكني استطاع الفوز برئاسة الحي المحمدي، ووجد أحمد بريجة نفسه خارج السباق في سيدي مومن بعدما فاز بمنصب رئاسة هذه المقاطعة حسن بارود، عن حزب العدالة والتنمية، وفي الحي الحسني وبعدما فاز نجيب عمر برئاستها تتحدث مصادر عن تنازله عن هذا المنصب لفائدة زميله في الحزب جدار، وذلك بعدما تمكن عمور من رئاسة مجلس العمالة.