تسبب توقف أشغال البناء والأشغال العمومية في المغرب لأكثر من أسبوع بعد عطلة عيد الأضحى في انخفاض كبير في مبيعات منتجي الإسمنت في نونبر الماضي، وقد جاء هذا الانخفاض بعد ارتفاع طفيف سجل في الشهر الذي سبقه، فحسب الجمعية المهنية للإسمنت فقد بلغت مبيعات الإسمنت للشهر الماضي مليونا و109 آلاف طن بتراجع مقداره 8.46 في المائة مقارنة بشهر نونبر من العام الماضي، والذي سجل مليونا و211 ألف طن. ويظهر الشكل المبياني لتطور مبيعات الإسمنت منذ سنة 2005 أن شهري نونبر ودجنبر من أصعب الأشهر على منتجي هذه المادة، بحيث تعرف المبيعات تقهقرا كبيرا قبل أن تعاود الصعود ببطء في الشهر الأول من كل سنة. وبالرغم من انخفاض مبيعات الإسمنت خلال نونبر الماضي إلا أن مجموع مبيعات السنة الجارية إلى غاية نهاية الشهر المنصرم، فاق مبيعات السنة الفارطة بنسبة 2,38 في المائة، بحيث انتقل من 13 مليونا و280 ألف طن إلى 13 مليونا و596 ألف طن. ورغم هذا التراجع، تقول الجمعية المهنية للإسمنت، فإن هذا الرقم يظل أعلى مقارنة بالأشهر التي جاء فيها عيد الأضحى خلال السنوات المنصرمة، كما أن مستواه يفوق المتوسط الشهري طيلة سنة 2008. وكانت أكثر أنواع الإسمنت مبيعا خلال نونبر الماضي هي الأكياس من صنف 45 بنسبة 64 في المائة ثم صنف 35 بنسبة 29 في المائة وفي المرتبة الثالثة ب 7 في المائة نجد صنف 55 الذي عرف ارتفاعا كبيرا في الطلب عليه، إذ ارتفعت مبيعاته ب 50 في المائة بين نونبر 2008 ونونبر 2009 لتنتقل من 51 ألفا و500 طن تقريبا إلى ما يفوق 77 ألف طن، فيما انخفضت مبيعات الصنفين الأوليين ب 6,5 و20 في المائة على التوالي. وقد تم تسويق ثلاثة أرباع كميات الإسمنت معبأة في أكياس، و25 في المائة دون تعبئة، واستحوذ باعة التقسيط على 72 في المائة من إنتاج مصانع الإسمنت ثم قطاع البناء والأشغال العمومية والإسمنت المسلح الجاهز للاستعمال بنسبة 11 في المائة لكل منهما، واستهلاك ميدان مكونات المباني الجاهزة 6 في المائة من الإسمنت المنتج. وتصدرت ثلاث مناطق في المغرب قائمة التوزيع الجغرافي للمبيعات، وهي جهة الوسط والشمال الشرقي، والغرب ومنطقة وسط الجنوب، بحيث فاقت المبيعات فيها 695 ألف طن، غير أن الملاحظة التي تعم جميع المناطق هي انخفاض حجم المبيعات في نونبر الماضي مقارنة بشهر نونبر 2008.