دق المستشار الملكي عمر عزيمان، أول أمس الثلاثاء، ناقوس الخطر من جديد بشأن إصلاح منظومة التعليم، ففي لقاء نظمته وكالة المغرب العربي للأنباء، ربط عزيمان نجاح المحاولة الإصلاحية الجديدة للمنظومة التعليمية بحفاظ المغرب على استقراره السياسي والاجتماعي وعدم انزلاقه إلى الهاوية. وردا على سؤال الإمكانيات المالية والبشرية التي ستحقق هذا الإصلاح، قال عزيمان إن المغرب لا يملك الخيار، وإنه «إما غادي نمشيو فشي مصيبة أو نجحو في إحداث ذلك الجهاز الذي يكون رجال الغد». للأسف، فإن جميع خطط الإصلاح التي أبدعها الخبراء والمستشارون والتربويون المغاربة أهملت جانب الإمكانيات، والنتيجة هي أن ما يفوق 9 آلاف حجرة دراسية تعتبر غير صالحة لاحتضان التلاميذ واستقبالهم، وأن 60 في المائة من المدارس الموجودة في العالم القروي غير مرتبطة بشبكة الإنارة، وأن أكثر من 70 في المائة منها لا يوجد بها ماء، وأن 80 في المائة من هذه المدارس والمجموعات المدرسية توجد بدون دورات مياه. إن المدرسة المغربية تتطلع اليوم لإصلاح تربوي، سواء ذلك الذي حمله تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أو الذي سطرته وزارة رشيد بلمختار، لكن الخطط الموضوعة لتحقيق ذلك، لا تستحضر واقع المؤسسات التعليمية وضرورة تأهيلها لكي تقوم بدورها على الوجه الأكمل. وبالتالي، فإن أكثر ما نخشاه هو أن كل الإجراءات التي يمكن أن يحملها مشروع الإصلاح قد تذهب أدراج الرياح إذا لم تجد في استقبالها مؤسسات تعليمية في المستوى المطلوب.